والصلاح : استقامة الحال ، فالاصلاح : جعل الحال على الاستقامة ، والاصطلاح الاجتماع ، والتصالح : التمالي على الصلاح ، ومنه المصالحة والاستصلاح ، والصالح : المستقيم الحال ، والمصلح : المقوم للشيء على الاستقامة .
قوله تعالى : * ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) * آية ( 12 ) .
ألا : فيها تنبيه ، ومعناها لاستفتاح الكلام ، ومثله : ألا ترى ؟ أما تسمع ؟ وأصلها ( لا ) دخل عليها ألف الاستفهام ، والألف إذا دخل على الجحد أخرجه إلى الإيجاب ، نحو قوله : * ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) * ؟ لأنّه لا يجوز للمجيب إلاّ الإقرار ببلى .
والهاء والميم في موضع النصب بأن ، و ( هم ) فصل عند البصريين ويسمّيه الكوفيون عماداً ، وقوله : * ( لا يَشْعُرُونَ ) * قد فسرناه [1] ، وفيها دلالة على من قال : بأنّ الكفّار معاندون عالمون بخطاياهم ، وانّ المعرفة مزوّرة ، ووصفهم بأنّهم * ( هُمْ الْمُفْسِدُونَ ) * لا يمنع من وصف غيرهم بأنّه مفسد ، لأنّ ذلك دليل الخطاب .
وحكي عن ابن عباس : أنّ معنى قوله : * ( إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) * إنّما يريد الاصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب [2] .
وحكي عن مجاهد أنّهم إذا ركبوا معصية الله ، قيل لهم : لا تفعلوا هذا ، قالوا : إنّما نحن مصلحون أي : إنّما نحن على الهدى [3] ، وكلا الأمرين محتمل