responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 81


وانّما قال : * ( وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) * مع قوله : * ( . . مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ ) * تكذيباً لهم فيما أخبروا عن اعتقادهم من الإيمان والإقرار بالبعث والنبوّة ، فبيّن أنّ ما قالوه بلسانهم مخالف لما في قلوبهم ، وذلك يدلّ على أنّ الإيمان لا يكون مجرد القول على ما قالته الكرّامية .
* ( يَقُولُ ) * من القول ، ومنه : تقوّل إذا تخرّص القول واقتال فهو مقيال : إذا أخذ نفعاً إلى نفسه بالقول أو دفع به ضرراً عنها ، والمِقوَل اللسانُ يُقَوّله تقويلاً إذا طالبه باظهار القول .
قوله تعالى : * ( يُخادِعُونَ اللَّهَ والَّذِينَ آمَنُوا وما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وما يَشْعُرُونَ ) * آية ( 9 ) .
التفسير : وخداع المنافق إظهاره بلسانه من القول أو التصديق ، خلاف ما في قلبه من الشك والتكذيب ، وليس لأحد أن يقول : كيف يكون المنافق لله ولرسوله وللمؤمنين مخادعاً ، وهو لا يظهر بلسانه خلاف ما هو له معتقد إلا تقية ؟ وذلك أنّ العرب تسمّي من أظهر بلسانه غير ما في قلبه لينجو مما يخافه مخادعاً لمن تخلّص منه بما أظهر له من التقية ، فلذلك سمّي المنافق مخادعاً من حيث أنّه نجا من إجراء حكم الكفر عليه بما أظهره بلسانه ، فهو وإن كان مخادعاً للمؤمنين فهو لنفسه مخادع ، لأنّه يظهر لها بذلك أنّه يعطيها أمنيتها ، وهو يوردها بذلك أليم العذاب وشديد الوبال ، فلذلك قال : * ( وَمَا يَخْدَعُونَ إلاّ أَنْفُسَهُمْ ) * .
وقوله : * ( وَمَا يَشْعُرُونَ ) * يدلّ على بطلان قول من قال : إنّ الله لا يعذّب إلاّ من كفر به عناداً بعد علمه بوحدانيته ضرورة ، لأنّه أخبر عنهم بالنفاق وبأنّهم لا يعلمون ذلك ، والمفاعلة وإن كانت تكون من اثنين ، من كلّ واحد منهما لصاحبه ، مثل ضاربت وقاتلت وغير ذلك ، فقد ورد من هذا الوزن فاعَلَ بمعنى

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست