فَعلَ مثل : قاتله الله ، وطابقت النعل ، وعافاه الله ، وغير ذلك . وقد حكينا أنّ معناه : يخدعون ، كما قال في البيت المقدّم [1] .
وقيل : إنّه لم يخرج بذلك عن الباب ومعناه : انّ المنافق يخادع الله بكذبه بلسانه على ما تقدّم ، والله يخادعه بخلافه بما فيه نجاة نفسه ، كما قال : * ( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) * [2] وحكي عن الحسن أنّ معنى يخادعون الله أنّهم يخدعون نبيّه ، لأنّ طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، كما قال : * ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ ) * [3] وقيل معناه : أنّهم يعملون عمل المخادع كما يقال : فلان يسخر من نفسه ، ومن قرأ : * ( وَمَا يَخْادَعُونَ ) * بألف طلب المشاكلة والازدواج كما قال : * ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا ) * [4] وكما قال : * ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) * [5] وكما قال الشاعر :
ما سُمّي القلب إلاّ من تقلّبه * والرأي يعزب والإنسان أطوار [6] ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا [7] وقال تعالى : * ( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ) * [8] ومثله كثير ، وقيل في حجة من قرأ يخادعون بألف هو أن ينزل ما يخطر بباله ويهجس في نفسه من