وقيل في معنى الناس وجهان :
أحدهما : أن يكون جمعاً لا واحد له من لفظه وأحدهم إنسان والأنثى إنسانة .
والثاني : أنّ أصله : أناس فأسقطت الهمزة منها لكثرة الاستعمال إذا دخلها الألف واللام للتعريف ثم أدغمت لام التعريف في النون كما قيل : لكنا هو الله وأصله : لكن أنا .
وقال بعضهم : انّ الناس لغة غير أناس ، وإلا لقيل في التصغير : أنيس رداً إلى أصله .
واشتقاقه من النوْس : وهو الحركة ، ناس ينوس نوساً : إذا تحرّك ، والنوس : تذبذب الشيء في الهواء ، ومنه نوس القرط في الأذن لكثرة حركته .
ولا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية وما بعدها نزلت في قوم المنافقين من الأوس والخزرج وغيرهم ، روي ذلك عن ابن عباس وذكر أسماءهم ولا فائدة في ذكرها [1] ، وكذلك ما بعدها إلى قوله : * ( وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) * كلها في صفة هؤلاء المنافقين ، والمنافق هو الّذي يظهر الإسلام بلسانه وينكره بقلبه .
واليوم الآخر هو يوم القيامة ، وانّما سمّي يوم القيامة اليوم الآخر لأنّه يوم لا يوم بعده سواه ، وقيل : لأنّه بعد أيّام الدنيا وأول أيّام الآخرة ، فإن قيل : كيف لا يكون بعده يوم ولا انقطاع للآخرة ولا فناء ؟ قيل : اليوم في الآخرة سمّي يوماً بليلته التي قبله ، فإذا لم يتقدم النهار ليل لم يسم يوماً ، فيوم القيامة يوم لا ليل بعده فلذلك سمّاه اليوم الآخر .