ما سُمّي القلب إلاّ من تقلّبه * والرأي يعزب والإنسان أطوار [1] والبصر : مصدر بصر به يبصر بصراً ، بمعنى أبصره ابصاراً ، والبصيرة : الإبصار للحقّ بالقلب ، والبصائر قطع الدم لأنّها ترى كثيرة للغسل .
* ( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) * باظهار التنوين ، لأنّ النون تبين عند حروف الحلق ، وهي ستة أحرف : العين ، والغين ، والحاء ، والخاء ، والهمزة ، والهاء ، ومن هذه الأحرف ما لا يجوز فيه الاخفاء ، وهي العين ، كقوله : * ( مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) * و * ( مَنْ عَلَيْهَا ) * . والهمزة ، نحو قوله : * ( غُثَاءً أَحْوَى ) * [2] والخاء والغين يجوز إخفاؤهما عندهم على ضعفٍ فيه من قوله : * ( وَالْمُنْخَنِقَةُ ) * و * ( نَاراً خَالِداً ) * * ( فَإِنْ خِفْتُمْ ) * * ( مِنْ خَلْفِهِمْ ) * و * ( مِيثَاقاً غَلِيظاً ) * [3] * ( مَاءً غَدَقاً ) * [4] * ( قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي ) * [5] قال الفرّاء : أهل العراق يبينون وأهل الحجاز يخفون وكلّ صواب .
فإن قيل : إذا قلتم : انّ الله ختم على قلوبهم ، وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فكيف يكونون قادرين على الإيمان ؟
قيل : يكونون قادرين عليه ، لأنّ الختم والغشاوة ليسا بشيء يفعلهما الله تعالى في القلب والعين يصدّ بهما عن الإيمان ، ولكن الختم شهادة على ما فسّرناه من الله عليهم بأنّهم لا يؤمنون ، وعلى قلوبهم بأنّها لا تعي الذكر ، ولا تعي الحقّ ، وعلى أسماعهم بأنّها لا تصغي إلى الحقّ ، وهذا إخبار عمّن يُعلم منه أنّه لا يؤمن ،