وحكي عن مجاهد أنّه قال : الرّين أيسر من الطبع ، والطبع أيسر من الختم ، ومن الإقفال ، والقفل أشدّ من ذلك .
وقيل : إنّ قوله تعالى : * ( خَتَمَ اللَّهُ ) * إخبار عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحقّ كما يقال : فلان أصم عن هذا الكلام إذا امتنع عن سماعه ورفع نفسه عن تفهمه .
والغشاوة : الغطاء ، وفيها ثلاث لغات : فتح الغين وضمّها وكسرها وكذلك غشوة فيها ثلاث لغات ، ويقال : تغشّاني السهم إذا تجلّله ، وكلّ ما اشتمل على شيء مبني على فعالة كالعمامة والقلادة والعصابة وكذلك في الصناعة : كالخياطة ، والقصارة ، والصباغة ، والنساجة وغير ذلك ، وكذلك من استولى على شيء كالخلافة ، والإمارة ، والإجارة وغير ذلك .
قال أبو عبيدة : * ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) * معناه أسماعهم ، ووضع الواحد موضع الجمع لأنّه اسم جنس كما قال : * ( نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ) * [1] يعني أطفالاً ، ويجوز أن يكون أراد موضع سمعهم فحذف لدلالة الكلام عليه ، ويجوز أن يكون أراد المصدر لأنّه يدلّ على القليل والكثير ؛ فمن رفع التاء قال : الكلام الأوّل قد تم عند قوله : * ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) * واستأنف : * ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ) * وتقديره : وغشاوة على أبصارهم ، ومن نصب قدّره ، يعني : جعل على أبصارهم غشاوة ، كما قال الشاعر :
علفتها تبناً وماء باردا [2]