سواء عليه أي حين أتيته * أساعة نحس تتقى أم بأسعد [1] ولا يجوز أن تقع أو في مثل هذا مكان أم لأنّ أم هي التي تعادل بها الهمزة لا أو .
والفرق بينهما أنّ أو يستفهم بها عند أحد الأمرين هل حصل أم لا وهو لا يعلمهما معاً كقول القائل : أذَّن أو أقام ؟ إذ المراد تعلمهما ، فإذا علم واحداً منهما ولم يعلمه بعينه قال أذّن أم أقام ؟ يستفهم عن تعيين أحدهما هذا في الاستفهام ، وفي الخبر تقول : لا أبالي أقمت أم قعدت ، أي هما عندي سواء ، ولا يجوز أن تقول : لا أبالي أقمت أو قعدت لأنّك لست بمستفهم من شيء .
وأمّا الإنذار فهو إعلام وتخويف ، وكلّ منذر معلم ، وليس كلّ معلم منذراً ، وقد سمّى الله نفسه بذلك فقال : * ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً ) * [2] لأنّ الإعلام يجوز وصفه به ، والتخويف أيضاً كذلك في قوله : * ( ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ) * [3] فإذا جاز وصفه بالمعنيين جاز وصفه بلفظ يشتمل عليهما ، وأنذرت فعل متعد إلى مفعولين كقوله تعالى : * ( أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً ) * [4] * ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً ) * وقد ورد معدّىً بالباء في قوله تعالى : * ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ) * [5] وقيل : الإنذار هو التحذير من مخوّف يتسع زمانه الاحتراز ، فإن لم يتسع زمانه للاحتراز كان إشعاراً ولم يكن انذاراً . قال الشاعر :