وقال لبيد :
في ليلة كفر النجوم غمامها [1] يعني غطاها .
والكافور اكمام الكرم الّذي يكون فيه ، والكفري وِعاءُ الطلعة لأنّه يستر اللب ، ومنه قوله تعالى : * ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ) * وسمّي الزارع كافراً لتغطيته البذر ، ويقال فلان متكفّر بالسلاح إذا تغطي به ، وفي الشرع عبارة عمّن جحد ما أوجب الله عليه معرفته من توحيده وعدله ومعرفة نبيّه والاقرار بما جاء به من أركان الشرع ، فمن جحد شيئاً من ذلك كان كافراً ، وربما تعلّقت به أحكام مخصوصة من منع الموارثة والمناكحة والمدافنة والصلاة عليه ، وربما لم يتعلّق بحسب الدليل عليه .
قوله تعالى : * ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ ) * جمع بين الهمزتين أهل الكوفة وابن عامر إلاّ الحلواني ، وكذلك في كلّ همزتين في كلمة واحدة إذا كانت الأولى للاستفهام إلاّ في مواضع مخصوصة نذكرها فيما بعد ، والباقون بتخفيف الأولى وتليين الثانية ، وفصل بينهما بالألف أهل المدينة إلاّ ورشاً وأبا عمرو والحلواني عن هشام .
ومعنى قوله : * ( سواء ) * أي معتدل مأخوذ من التساوي كقولك متساو ، وتقول : هذان الأمران عندي سواء أي معتدلان ، ومنه قوله : * ( فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ) * [2] يعني بذلك أعلمهم وآذنهم للحرب ليستوي علمك وعلمهم بما عليه كلّ فريق منكم للآخر ومعناه : أيّ الأمرين كان منك إليهم الانذار أم ترك الانذار