بيان ورشد ، فهو داخل تحت ما قلنا ، والأولى أن يكون ذلك عاماً فيمن تقدّم ذكره في الآيتين ، ومن خصّ ذلك فقد ترك الظاهر ؛ لأنّ فيهم من خصّها بالمعنيين في الآية الأولى ، وفيهم من خصّها بالمذكورين في الآية الثانية ، وقد بيّنا أنّ الجمع محمول على العموم وحملها على العموم في الفريقين محكي عن ابن عباس وابن مسعود .
* ( والْمُفْلِحُونَ ) * هم المنجحون الذين أدركوا ما طلبوا من عند الله بأعمالهم وإيمانهم ، والفلاح : النجاح . قال الشاعر :
اعقلي إن كنت لما تعقلي * ولقد أفلح من كان عقل [1] يعني من ظفر بحاجته وأصاب خيراً ، وتقول : أفلح يفلح إفلاحاً ، وتقول : فلح يفلح فَلاحاً وفِلاحاً ، والفلاح البقاء أيضاً . قال لبيد :
نُحلّ بلاداً كلّها حُلّ قبلَنا * ونرجو فلاحاً بعد عاد وحمير [2] يعني البقاء وأصل الفلح القطع ، فكأنّه قطع لهم بالخير ، ومنه قيل للاكار فلاحاً لأنّه يشق الأرض ، والفلاح المكاري لأنّه يقطع الأرض ، قال الشاعر :
إنّ الحديد بالحديد يفلح وفي أولئك لغات ، فلغة أهل الحجاز : أوليك بالياء ، وأهل نجد وقيس وربيعة وأسد يقولون : أولئك بهمز ، وبعض بني سعيد من بني تميم يقولون : الاّك مشدّدة ، وبعضهم يقول : الالك . قال الشاعر :
ألا لك قوم لم يكونوا أشابة * وهل يعظ الضليل إلاّ ألالكا [3]