البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص ، وقلّة التربّص ” [1] .
بهذا أمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمّته عندما تقبل عليهم الفتن كقطع الليل المظلم ، تقطع بهم السُبُل ، وينزغ الشيطان فيما بينهم ، فأمرهم بالتمسك بالقرآن والاعتصام به ، وحيث لا يعرف القرآن إلاّ من خوطب به ، ولا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم ، فقد بيّن لهم مَن هو المرجع في تفسير القرآن .
2 - القرآن حبل الله ممدود من السماء إلى الأرض .
عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : “ أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تظلوا بعدي أبداً ، وأحدهما أفضل من الآخر : كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، وأهل بيتي عترتي ، ألا وإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ” [2] .
ولما كان القرآن هو معجزة النبي الخالدة ، وهو حجة الله ورسوله على الخلق ، وهو برهان على صدق ما جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو مرشد الخلق إلى مصالح معاشهم ومعادهم ، وهو كاشف عنهم العمر ، وقائد لهم إلى الهدى .
لذلك فقد جندت الأمة طاقاتها منذ عهد الرسالة ، فعمدت على حفظه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، وقد تمسّك به جميع المسلمين وبقدر ما