responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 51


فإن قيل : هلاّ قدم طلب المعونة على فعل العبادة لأنّ العبادة لا تتم إلاّ بتقدم المعونة أو لا ؟ قيل : في الناس من قال المراد به التقديم والتأخير ، فكأنّه قال : إياك نستعين وإياك نعبد ، ومنهم من قال : ليس يتغيّر بذلك المعنى ، كما انّ القائل إذا قال : أحسنت إليَّ فقضيت حاجتي أو قضيت حاجتي فأحسنت إليَّ ، فإنّ في الحالين المعنى واحد .
قال قوم : إنّهم سألوا المعونة على عبادة مستأنفة لا على عبادة واقعة منهم ، وإنّما حسن طلب المعونة ، وإن كان لا بدّ منها مع التكليف على وجه الانقطاع إليه كما قال : * ( رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) * . ولأنّه قد لا يكون في إدامته التكليف اللطف ، ولا في فعل المعونة به ، إلاّ بعد تقدّم الدعاء من العبد ، وإنّما كرّر إياك ، لأنّ الكاف التي فيها هي كاف الضمير التي كانت تكون بعد الفعل في قوله نعبدك ، فلما قُدّمت ، زيد عليها إيّا لأنّ الاسم إذا انفرد لا يمكن أن يكون على حرف واحد فقيل : إياك ، ولمّا كانت الكاف يلزم تكرارها لو كرر الفعل وجب مثل ذلك في إياك ، ألا ترى أنّه لو قال : نعبدك ونستعينك ونستهديك لم يكن بد من تكرير الكاف ، وكذلك لو قدم فقيل : إياك نعبد وإياك نستعين ، وفيه تعليم لنا أن نجدّد ذكره عند كلّ حاجة ، ومن قال انّه يجري مجرى قول عدي بن زيد العبادي :
وجاعل الشمس مصراً [1] لا خفاء به * بين النهار وبين الليل قد فصلا وكقول أعشى همدان :
بين الأشج وبين قيس باذخٌ * بَخٌ بَخٌ لوالده وللمولود [2]



[1] - المصر الحاجز ، والبيت من قصيدة في شعراء النصرانية ، ونقلها عبد المتعال الصعيدي في كتابه زعامة الشعر الجاهلي بين امرئ القيس وعدي بن زيد : 106 .
[2] - ديوان الأعشيين : 323 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست