responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 50


والعبادة ضرب من الشكر ، مع ضرب من الخضوع ، ولا تستحق إلاّ بأصول النعم التي هي خلق الحياة والقدرة والشهوة وما يقدر من النعم لا يوازيه نعمة منعم ، فلذلك اختص الله بأن يعبد ، وإن استحق بعضنا على بعض الشكر .
والعبادة في اللغة الذلّة ، يقال : هذا طريق معبّد إذا كان مذلّلاً بكثرة الوطء ، وبعير معبد أي مذلّل بالركوب ، وقيل : أصله إذا طلي بالقطران ، وسمّي العبد عبداً لذلّته لمولاه ، ومن العرب من يقول : هيّاك ، فيبدل الألف هاء كما يقولون : هيه وايه .
ونستعين أي نطلب منك المعونة على طاعتك وعبادتك ، وأصله نستعون لأنّه من المعونة ، فقلبت الواو ياء لثقل الكسرة عليها ، ونقلت كسرتها إلى العين قبلها وبقيت الياء ساكنة ، والتقدير في أول السورة إلى هاهنا ، أي قل يا محمّد هذا الحمد ، وهذا كما قال : * ( وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا ) * [1] أي : يقولون ربّنا ، وكما قال : * ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) * [2] أي : يقولون سلام عليكم . ومن استدلّ بهذه الآية على أنّ القدرة مع الفعل من حيث انّ القدرة لو كانت متقدمة لما كان لطلب المعونة وجه إذا كان الله قد فعلها فيه ، فقد أخطأ ، لأنّ الرغبة في ذلك تحتمل أمرين :
أحدهما : أن يسأل الله تعالى من ألطافه ، وما يقوي دواعيه ويسهل الفعل عليه ما ليس بحاصل ، ومتى لطف له بأن يعلمه أنّ له في عاقبة الثواب العظيم والمنازل الجليلة زاد ذلك في نشاطه ورغبته .
والثاني : أن يطلب بقاء كونه قادراً على طاعاته المستقبلة بأن يجدّد له القدرة حالاً بعد حال عند من لا يقول ببقائها ، أو لا يفعل ما يضادها وينفيها عند من قال ببقائها .



[1] - السجدة : 12 .
[2] - الرعد : 23 24 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست