واعلم وأيقِن إنّ ملكك زائل * واعلم بأنّك ما تدين تدان [1] يعني : ما تجزي تجزى . ومنه قوله تعالى : * ( كَلاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ) * يعني بالجزاء ، وقوله : * ( فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ) * أي غير مجزيين ، وبهذا قال جماعة من التابعين كسعيد بن جبير وقتادة ، وروي عن ابن عباس ومجاهد وأبي جعفر : أنّه الحساب ، والدين أيضاً الطاعة . وقال عمرو بن كلثوم :
وأيّام لنا غر طوال * عصينا المُلكَ فيها أن نَدينا [2] والدين الملك قال زهير :
لئن حللت بجوّ في بني أسد * في دين عمرو وحالت بيننا فدك [3] والدين القهر والاستعلاء ، قال الأعشى :
هو دان الرباب إذ كرهوا الدين * دراكا بغزوة وصقال [4] يعني ذللهم للطاعة ، والدين العادة ، قال المثقب العبدي :
تقول وقد درأت لها وضيني * أهذا دينه أبداً وديني [5] التفسير : * ( و يَوْم الدِّين ) * عبارة عن زمان الجزاء كلّه ، وليس المراد به ما بين المشرق والمغرب وطلوع الشمس إلى غروبها .
قوله : * ( ِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) * .