responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 399


الضمير في قوله : * ( وَقَالُوا كُونُوا ) * يرجع إلى اليهود والنصارى ، لأنّ كلّ فريق منهم دعي إلى ما هو عليه ومعنى * ( تَهْتَدُوا ) * أي تصيبوا طريق الحقّ ، كأنّهم قالوا : تهتدوا إلى الحقّ .
وروي عن عبد الله بن عباس أنّه قال : قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما الهدى إلاّ ما نحن عليه ، فاتبعنا يا محمّد تهتد ، وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل الله تعالى : * ( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ) * الآية .
وفي قوله : * ( بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) * حجة على وجوب اتباع ملّة إبراهيم إذ كانت سليمة من التناقض ، وكان في اليهودية والنصرانية تناقض ، وذلك لا يكون من عند الله ، فصارت ملّة إبراهيم أحق بالاتباع من غيرها .
والتناقض في اليهودية مثل منعهم من جواز النسخ ممّا في التوراة ممّا يدلّ على جواز ذلك ، وامتناعهم من العمل بما تقدّمت به البشارة في التوراة من اتباع النبيّ الأمي مع اظهارهم التمسّك بها ، وامتناعهم من الاذعان لما دلّت عليه المعجزة من نبوة عيسى ، ونبوة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع إقرارهم بنبوة موسى من أجل المعجزة ، إلى غير ذلك من أنواع التناقض .
وأمّا النصارى أب وابن وروح قدوس إله واحد ، مع زعمهم أنّ الأب ليس هو الابن وأنّ الأب إله وروح القدس إله ، فإذا قيل لهم : قولوا ثلاثة آلهة امتنعوا من ذلك ، إلى ما يصفون به الباري تعالى ممّا يوجب الحاجة والحدث ، ويقولون مع ذلك إنّه قديم لم يزل إلى غير ذلك من مناقضاتهم التي لا تحصى كثيرة ، وهي موجودة في الكتب عليهم نبهنا على جملها .
وأمّا الحنيفية فهي الاستقامة ، وإنّما قيل للذي يقبل بإحدى قدميه على الأخرى أحنف تفاؤلاً بالسلامة ، كما قيل للهلكة : مفازة ، تفاؤلاً بالفوز والنجاة ، وهو قول الرياشي وابن قتيبة وأهل اللغة .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست