وإنّما قال : * ( آبَائِكَ ) * وإسماعيل عم يعقوب ، لما قاله الفراء وأبو عبيدة : من أنّ العرب تسمّي العم أباً ، فالآية دالة على أنّ العمومة يسمّون آباء .
وقد روي عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : “ ردّوا عليَّ أبي ” يعني العباس عمّه فسمّي العم أباً كما سمّي الجد أباً من حيث يجب له التعظيم ، نحو ما يجب للأب .
قوله تعالى : * ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ ولَكُمْ ما كَسَبْتُمْ ولا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) * آية بلا خلاف ( 134 ) .
قوله : * ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ) * فالأمة المراد بها هنا الجماعة ، والأمة على ستة أقسام الجماعة ، والأمة الحين لقوله : * ( وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) * [1] أي بعد حين ، والأمة القدوة والإمام ، لقوله : * ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً ) * [2] والأمة العامة وجمعها أمم . قال الأعشى :
وإن معاوية الأكرمين * * حسان الوجوه طوال الأمم [3] والأمة : الاستقامة في الدين والدنيا . قال النابغة :
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع [4] والأمة : أهل الملة الواحدة ، كقولهم : أمة موسى ، وأمة عيسى ، وأمة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصل الباب : القصد من أمّه يؤمّه إذا قصده ، ومعنى خلت مضت ، كما تقول لثلاث خلون من الشهر ، أي مضين ، وأصله : الانفراد ومنه خلا الرجل