responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 388


روي في الشواذ عن عوف بن الأعرابي أنّه قرأ ( مُسْلِمِيْنِ ) على الجمع ، وإنّما سألا الله تعالى أن يجعلهما مسلمين بمعنى : أن يفعل لهما من الألطاف ما يتمسّكان معه بالإسلام في مستقبل عمرهما ، لأنّ الإسلام كان حاصلاً في وقت دعائهما ويجري ذلك مجرى أحدنا ، إذا أدّب ولده وعرّضه لذلك حتى صار أديباً جاز أن يقال : جعل ولده أديباً ، وعكس ذلك إذا عرّضه للبلاء والفساد ، جاز أن يقال : جعله ظالماً محتالاً فاسداً ، ويجوز أن يكونا قالا ذلك تعبداً ، كما قال تعالى : * ( رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) * .
والإسلام : هو الانقياد لأمر الله تعالى بالخضوع ، والإقرار بجميع ما أوجب عليه ، وهو والإيمان واحد عندنا ، وعند أكثر المرجئة والمعتزلة ، وفي الناس من قال : بينهما فرق ، وليس ذلك بصحيح ، لقوله : * ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) * .
وقوله : * ( وَمَنْ يَبْتَغ غَيْرَ الإِسْلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) * [1] وإنّما خصّا بالدعوة بعض الذرية في قوله : * ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا ) * ، لأنّ من للتبعيض من حيث أنّ الله تعالى كان أعلمه أنّ في ذريتهما من لا ينال العهد لكونه ظالماً ، وقال السدي : إنّما عنيا بذلك العرب ، والأوّل هو الصحيح ، وهو قول أكثر المفسّرين .
وقوله : * ( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ) * فالمناسك ها هنا المتعبدات ، قال الزجاج : كلّ متعبد منسك ، وقال الجبائي : المناسك هي ما يتقرّب به إلى الله من الهدى ، والذبح ، وغير ذلك من أعمال الحج والعمرة .
وقال قتادة : أراهما الله مناسكهما الطواف بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة ، والإفاضة عن عرفات والإفاضة من جمع ورمي الجمار حتى أكمل الله الدين .
فهذا القول أقوى لأنّه العرف في معنى المناسك وقال عطا : مناسكنا مذابحنا .



[1] - آل عمران : 85 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست