وقوله : * ( كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) * الأصل في القنوت الدوام ، وينقسم أربعة أقسام :
الطاعة ، كقوله : * ( كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) * أي مطيعون ، والقنوت الصلاة كقوله : * ( يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي ) * [1] والقنوت : طول القيام ، وروي عن جابر بن عبد الله قال : سئل النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيّ الصلاة أفضل ؟ فقال : “ طول القنوت “ . ويكون القنوت السكوت ، كما قال زيد بن أرقم : كنّا نتكلّم في الصلاة حتى نزلت * ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) * [2] فأمسكنا عن الكلام ، وقيل في * ( قَانِتُونَ ) * ها هنا ثلاثة أقوال :
( الأوّل ) : قال مجاهد : معناه مطيعون ، وطاعة الكافر في سجود ظله ، وقال ابن عباس : مطيعون .
الثاني : قال السدي : كلّ له مطيعون يوم القيامة ، وقال الربيع : كلّ له قائم يوم القيامة .
الثالث : قال الحسن : كلّ قائم له بالشهادة عبدة .
وقالت فرقة رابعة - وهو الأقوى - : كلّ دائم على حالة واحدة بالشهادة بما فيه من آثار الصنيعة ، والدلالة على الربوبية ، وزعم الفراء : أنّها خاصة لأهل الطاعة ، بدلالة انّا نجد كثيراً من الخلق غير طائعين ، وعلى ما اخترناه لا يحتاج إلى التخصيص .
قوله تعالى : * ( بَدِيعُ السَّماواتِ والأرْضِ وإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) * آية بلا خلاف ( 117 ) .
بديع بمعنى مبدع ، مثل أليم بمعنى مؤلم ، وسميع بمعنى مسمع ، وبينهما فرق لأنّ في بديع مبالغة ليس في مبدع ، ويستحق الوصف في غير حال الفعل