وقوله : * ( فِي خَرَابِهَا ) * فالخرب ، والهدم ، والنقض نظائر ونقيض الخراب العمارة .
وقوله : * ( وَمَنْ أَظْلَمُ ) * رفع لأنّه خبر الابتداء وتقديره أيّ أحد أظلم .
وقوله : * ( أَنْ يُذْكَرَ ) * يحتمل وجوهاً من النصب ، قال الأخفش : يجوز أن يكون على حذف من ، وتقديره من أن يذكر ، ويجوز أن يكون على البدل من * ( مَسَاجِدَ اللَّهِ ) * ، وقال الزجاج : يجوز على معنى كراهية أن يذكر ، وعلى الوجوه كلّها العامل فيه * ( مَنَعَ ) * .
ومعنى قوله : * ( أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاّ خَائِفِينَ ) * فيها خلاف .
قال قتادة : هم اليوم كذلك لا يوجد نصراني في بيت المقدس إلاّ أنهك ضرباً ، وأبلغ إليه في العقوبة ، وبه قال السدي .
وقال ابن زيد : نادى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ألا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .
وقال الجبائي : بيّن الله أنّه ليس لهؤلاء المشركين دخول المسجد الحرام ، ولا دخول المساجد ، فإن دخل منهم داخل إلى بعض المساجد ، كان على المسلمين إخراجه منه إلاّ أن يدخل إلى بعض الحكام بخصومة بينه وبين غيره إلى بعض القضاة ، فيكون دخوله خائفاً من الإخراج على وجه الطرد بعد انفصال خصومته ، ولا يقعد مطمئناً كما كان يقعد المسلم .
وهو الّذي يليق بمذهبنا ، ويمكن الاستدلال به على أنّ الكفّار لا يجوز أن يُمكّنوا من دخول المساجد على كلّ حال ، فأمّا المسجد الحرام خاصّة ، فإنّ المشركين يمنعون من دخوله ، ولا يتركون ليدخلوه لحكومة ولا غيرها ، لأنّ الله تعالى قد أمر بمنعهم من دخوله بقوله : * ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ) * [1] يعني المسجد الحرام .