مخيّرين في أوّل الإسلام في أن يقرأوا بما شاءوا منها ، ثمّ أجمعوا على حدها ، فصار ما أجمعوا عليه مانعاً ممّا أعرضوا عنه .
وقال آخرون : « نزل على سبع لغات من اللغات الفصيحة ، لأنّ القبائل بعضها أفصح من بعض » وهو الّذي اختاره الطبري ، وقال بعضهم : « هي على سبعة أوجه من اللغات ، متفرقة في القرآن ، لأنّه لا يوجد حرف قرئ على سبعة أوجه » وقال بعضهم : وجه الاختلاف في القراءات سبعة :
أولها : اختلاف اعراب الكلمة أو حركة بنائها ، فلا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغيّر معناها ، نحو قوله : * ( هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) * [1] بالرفع والنصب * ( وَهَلْ نُجَازِي إِلاّ الْكَفُورَ ) * [2] ؟ بالنصب والنون و * ( هَلْ يُجَازِي إِلاّ الْكَفُورَ ) * ؟ بالياء والرفع . و * ( بِالْبُخْلِ ) * [3] والبخل برفع الباء ونصبها . و * ( مَيْسَرَةٍ ) * [4] وميسرة بنصب السين ورفعها .
والثاني : الاختلاف في اعراب الكلمة وحركات بنائها ممّا يغيّر معناها ولا يزيلها عن صورتها في الكتابة ، مثل قوله : * ( رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا ) * [5] على الخبر ربّنا باعد على الدعاء . * ( وإِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ) * [6] بالتشديد وتلقونه بكسر اللام والتخفيف .
والوجه الثالث : الاختلاف في حروف الكلمة دون اعرابها ، ممّا يغير