ولا يقطع على المراد منه بعينه ، فإنّه متى قطع بالمراد كان مخطئاً ، وإن أصاب الحقّ - كما روي عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - لأنّه قال تخميناً وحدساً ، ولم يصدر ذلك عن حجة قاطعة ، وذلك باطل بالاتفاق .
واعلموا أنّ العرف من مذهب أصحابنا والشائع من أخبارهم ورواياتهم أنّ القرآن نزل بحرف واحد ، على نبيّ واحد ، غير أنّهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القرّآء ، وأنّ الإنسان مخيّر بأي قراءة شاء قرأ ، وكرهوا تجويد قراءة بعينها بل أجازوا القراءة بالمجاز الّذي يجوز بين القرّآء ولم يبلغوا بذلك حدّ التحريم والحظر .
وروى المخالفون لنا عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : “ نزل القرآن على سبعة أحرف كلّها كاف شاف ” [1] وفي بعضها : “ على سبعة أبواب ” وكثرت في ذلك رواياتهم ، ولا معنى للتشاغل بايرادها ، واختلفوا في تأويل الخبر ، فاختار قوم انّ معناه على سبعة معان : أمر ، ونهي ، ووعد ، ووعيد ، وجدل ، وقصص ، وأمثال ، وروى ابن مسعود عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : “ نزل القرآن على سبعة أحرف : زجر ، وأمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ” [2] .
وروى أبو قلابة عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : “ نزل القرآن على سبعة أحرف : أمر ، وزجر ، وترغيب ، وترهيب ، وجدل ، وقصص ، وأمثال ” [3] وقال آخرون : « نزل القرآن على سبعة أحرف » أي سبع لغات مختلفة ، ممّا لا يغيّر حكماً في تحليل وتحريم ، مثل : هلم ، ويقال من لغات مختلفة ، ومعانيها مؤتلفة ، وكانوا