responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 154


وجه كونه قبلة لما كان لذلك وجه ، ولا فيه أنفة ولا يحسن أن يؤمر الفاضل بتعظيم المفضول على نفسه ، لأنّ ذلك سفه به ، وسنبيّن قول من خالف فيه وشبههم .
وقال الجبائي والبلخي وجماعة : انّه جعله قبلة لهم فأمرهم بالسجود إلى قبلتهم ، وفيه ضرب من التعظيم له وهذا ضعيف ، لأنّه لو كان على وجه القبلة لما امتنع إبليس من السجود ، ولما استعظمته الملائكة ، ولكن لما أراد ذلك تعظيماً له على وجه ليس بثابت لهم ، امتنع إبليس وتكبّر .
واختلفوا في إبليس هل كان من الملائكة أم لا ؟ فقال ابن عباس وابن مسعود وابن المسيب وقتادة وابن جريج والطبري : إنّه كان منهم بدلالة استثنائه من جملتهم ها هنا في قوله : * ( إِلاّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ ) * وقال : * ( مَا مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ) * مع قوله : * ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ ) * وهو المروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) والظاهر في تفاسيرنا ، ثم اختلف من قال إنّه كان منهم ، فمنهم من قال : إنّه كان خازناً على الجنان ، ومنهم من قال : كان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض ، ومنهم من قال : إنّه كان يسوس ما بين السماء إلى الأرض .
وقال الحسن البصري وقتادة في رواية ابن زيد والبلخي والرماني وغيره من المتأخّرين : انّه لم يكن من الملائكة ، وإنّ الاستثناء في الآية استثناء منقطع كقوله تعالى : * ( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْم إِلاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ ) * [1] وقوله : * ( فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ * إِلاّ رَحْمَةً مِنَّا ) * [2] وكقوله : * ( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاّ مَنْ



[1] - النساء : 157 .
[2] - يس : 43 و 44 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست