responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 153


على جلالته وارتفاع قدره بما اختصّه به من العلم العظيم الّذي لا يصل إليه إلاّ بتعليم الله إياه ، فبان بذلك الإعجاز بالاطلاع على ما لا سبيل إلى علمه إلاّ من علاّم الغيوب ، ففيه من المعجزة أنّه فتق لسانه بها على خلاف مجرى العادة ، وأنّه علّمه من لطائف الحكمة فيه ما لا تعلمه الملائكة مع كثرة علومها ، وانّها أعرف الخلق بربها ، فعرفوا ما دلّهم على علم الغيب بالمعجزة مؤكداً لما يعلمونه من ذلك بالأدلّة العقلية ، ولذلك نبّههم فقال : * ( أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) * أي قد دللتكم على ذلك من قبل ، وهذه دلالة بعد ، وقيل : افتتح الله الدلالة على الاعجاز بالكلام في آدم ، ثم ختم به في محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قوله تعالى : * ( وإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى واسْتَكْبَرَ وكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) * آية واحدة ( 34 ) .
واختلفوا في أمر الملائكة والسجود لآدم على وجهين :
قال قوم : إنّه أمرهم بالسجود له تكرمة وتعظيماً لشأنه - وهو المروي في تفسيرنا وأخبارنا - وهو قول قتادة وجماعة من أهل العلم ، واختاره ابن الأخشيد والرماني ، وجرى ذلك مجرى قوله : * ( وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) * [1] في أولاد يعقوب ، ولأجل ذلك جعل أصحابنا هذه الآية دلالة على أنّ الأنبياء أفضل من الملائكة من حيث أمرهم بالسجود له والتعظيم على وجه لم يثبت ذلك لهم ، بدلالة امتناع إبليس من السجود له وأنفته من ذلك ، وقوله : * ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً ) * [2] ولو كان ذلك على



[1] - يوسف : 100 .
[2] - الإسراء : 62 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست