responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 145


وهذا يبطل ما قاله ، ويبقى اللفظ على عموم ، وظاهر الآية وعمومها يدلّ أنّه علّمه جميع اللغات وبه قال الجبائي والرماني فأخذ عنه وُلدُه اللغات فلما تفرّقوا ، تكلّم كلّ قوم منهم بلسان ألفوه واعتادوه ، وتطاول الزمان على ما خالف ذلك فنسوه .
ويجوز أن يكونوا عالمين بجميع تلك اللغات إلى زمن نوح ، فلما أهلك جميع الخلائق إلاّ نوحاً ومن معه ، كانوا هم العارفين بتلك اللغات ، فلمّا كثروا وتفرّقوا اختار كلّ قوم منهم لغة تكلّموا بها ، وتركوا ما سواها ، وانقرض ونسوه ، والخبر الّذي يروي أنّ الناس أمسوا ولغتهم واحدة ثم أصبحوا وقد تغيّرت ألسنتهم ، وكان لا يعرف كلّ فريق منهم إلاّ كلام من كان على لغتهم خبر ضعيف ، وأيضاً فلا يجوز أن ينسى العاقل ما كان في أمسه من جلائل الأمور مع سلامة عقله .
قالوا : واللغات جميعاً إنّما سمعت من آدم ، وعنه أخذت ، وقال ابن الأخشيد : إنّ الله فتق لسان إسماعيل بالعربية ولذلك صار أصلاً للعرب من ولده ، لأنّه تكلّم بها على خلاف النشوء والعادة ، بل على أنّه ابتدأه بها وألهمه إياها .
فإن قيل : ما معنى قوله : * ( أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) * ما الّذي ادعي حتى قيل هذا ؟
قيل عن ذلك أجوبة كثيرة للعلماء :
أحدها : انّ الملائكة لمّا أخبرهم الله ( عز وجل ) أنّه جاعل في الأرض خليفة ، هجس في نفوسها أنّه لو كان الخليفة منهم بدلاً من آدم وذريته ، لم يكن فساد ولا سفك دماء ، كما يكون من ولد آدم ، وإنّ ذلك أصلح لهم وإن كان الله ( عز وجل ) لا يفعل إلاّ ما هو أصلح في التدبير ، والأصوب في الحكمة ، فقال الله تعالى : * ( أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) * فيما ظننتم في هذا المعنى ليدلّهم على

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست