responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 132


العقل ثم أماتهم ثم أحياهم وأخرجهم من بطون أمهاتهم ، وقد بينّا أنّ هذا الوجه ضعيف في نظائره ، لأنّ الخبر الوارد بذلك ضعيف .
والأقوى في معنى الآية أن يكون المراد بذلك تعنيف الكفّار ، وإقامة الحجة عليهم بكفرهم وجحودهم ما أنعم الله تعالى عليهم ، وأنّهم كانوا أمواتاً قبل أن يخلقوا في بطون أمهاتهم وأصلاب آبائهم ، يعني نطفاً والنطفة موات ، ثم أحياهم فأخرجهم إلى دار الدنيا أحياء ، ثم يحييهم في القبر للمساءلة ، ثم يبعثهم يوم القيامة للحشر والحساب ، وهو قوله تعالى : * ( ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) * معناه ترجعون للمجازاة على الأعمال كقول القائل : طريقك عليّ ومرجعك إليَّ ، يريد انّي مجازيك ومقتدر عليك ، وسمّى الحشر رجوعاً إلى الله ، لأنّه رجوع إلى حيث لا يتولّى الحكم فيه غير الله ، فيجازيكم على أعمالكم كما يقول القائل : أمر القوم إلى الأمير أو القاضي ، ولا يراد به الرجوع من مكان إلى مكان ، وإنّما يراد به النظر صار له خاصة دون غيره .
فإن قال قائل : لم يذكر الله أحياء في القبر فكيف تثبتون عذاب القبر ؟ قلنا : قد بيّنا أنّ قوله : * ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) * المراد به إحياؤهم في القبر للمساءلة وقوله : * ( ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) * معناه إحياؤهم يوم القيامة ، وحذف ثم يميتكم بعد ذلك لدلالة الكلام عليه ، على أنّ قوله : * ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) * لو كان المراد به يوم القيامة ، لم يمنع ذلك من إحياء في القبر ، وإماتة بعده ، كما قال تعالى : * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) * [1] ولم يذكر حياة الذين أحيوا في الدنيا بعد أن ماتوا .
وقال في قوم موسى * ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ



[1] - البقرة : 243 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست