* ( كَيْفَ ) * موضوعة للاستفهام عن الحال ، والمعنى هاهنا التوبيخ ، وقال الزجاج : هو التعجب للخلق وللمؤمنين ، أي اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون ، وقد ثبتت حجة الله عليهم .
ومعنى * ( وَكُنتُمْ ) * أي وقد كنتم ، الواو واو الحال ، واضمار ( قد ) جائز إذا كان في الكلام ما يدلّ عليها ، كما قال : * ( حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) * أي قد حصرت صدورهم ، وكما قال : * ( إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ ) * أي قد قُدّ من دبر ، ومن قال هو توبيخ قال هو مثل قوله : * ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) * . وقال قتادة : وكنتم أمواتاً فأحياكم كما كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم يعني نطفاً ، فأحياهم الله بأن أخرجهم ثم أماتهم الله الموتة التي لا بدّ منه ، ثم أحياهم بعد الموت ، وهما حياتان وموتان .
وعن ابن عباس وابن مسعود أنّ معناه لم تكونوا شيئاً فخلقكم ، ثم يميتكم ، ثم يحييكم يوم القيامة ، وروى أبو الأحوص عن عبد الله في قوله : * ( أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) * قال : هي كالتي في البقرة : * ( كُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) * وهو قول مجاهد وجماعة من المفسّرين ، وروي عن أبي صالح أنّه قال : كنتم أمواتاً في القبور فأحياكم فيها ، ثم يميتكم ، ثم يحييكم يوم القيامة ، وقال قوم : كنتم أمواتاً يعني خاملي الذكر ، دارسي الأثر ، فأحياكم بالطهور والذكر ثم يميتكم عند تقضي آجالكم ثم يحييكم للبعث ، قال أبو نخيلة السعدي :
فأحييتَ لي ذكري وما كان خاملاً * * ولكن بعض الذكر أنبه من بعض [1] وهذا وجه مليح غير أنّ الأليق بما تقدّم قول ابن عباس وقتادة ، وقال قوم : معناه أنّ الله تعالى أحياهم حين أخذ الميثاق منهم وهم في صلب آدم ، وكساهم