responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 129


قوله تعالى : * ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ ويَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ويُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) * آية واحدة ( 27 ) .
و * ( عَهْدَ اللَّهِ ) * قال قوم : هو ما عهد إلى جميع خلقه في توحيده وعدله ، وتصديق رسوله بما وضع لهم من الأدلّة الدالة على ربوبيته ، وعهد إليهم في أمره ونهيه ، وما احتج به لرسله بالمعجزات التي لا يقدر على الاتيان بمثلها الشاهدة لهم على صدقه ، ونقضهم ذلك : تركهم الاقرار بما قد ثبت لهم صحته بالأدلّة ، وتكذيبهم الرسل والكتب .
وقال قوم : هو وصية الله إلى خلقه ، وأمره على لسان رسله إياهم فيما أمرهم به من طاعته ، ونهيه إياهم عمّا نهاهم عنه ، ونقضهم : تركهم العمل به .
وقال قوم : هذه الآية نزلت في كفار أهل الكتاب ، والمنافقين منهم ، وإياهم عنى الله ( عز وجل ) بقوله : * ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ . . . ) * الآية . وقوله : * ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ ) * وكلّ ما في هذه الآية من اللوم والتوبيخ متوجه إليهم ، وعهد الله الّذي نقضوه بعد ميثاقه هو ما أخذه عليهم في التوراة من العمل بما فيها ، واتباع محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا بعث ، والتصديق بما جاء به من عند ربهم ، ونقضهم ذلك جحودهم بعد معرفتهم بحقيته وانكارهم ذلك ، وكتمانهم ذلك عند الناس بعد إعطائهم إياه تعالى من أنفسهم الميثاق ليُبيننّه للناس ولا يكتمونه ، وإيمانهم أنّهم متى جاءهم نذير آمنوا به ، فلمّا جاءهم النذير ازدادوا نفوراً ، ونبذوا ذلك وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً .
وهذا الوجه اختاره الطبري ، ويقوي هذا قوله : * ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست