responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 124


قوله تعالى : * ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً ويَهْدِي بِهِ كَثِيراً وما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ ) * آية واحدة ( 26 ) .
اختلف أهل التأويل في سبب نزول هذه الآية ، فروي عن ابن مسعود وابن عباس أنّ الله تعالى ، لما ضرب هذين المثلين للمنافقين وهو قوله : * ( كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً ) * وقوله : * ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ ) * قال المنافقون : الله أجل من * ( أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ) * إلى آخر الآية ، وقال الربيع بن أنس : هذا مثل ضربه الله للدنيا ، لأنّ البعوضة تحيا ما جاعت ، فإذا سمنت ماتت ، فشبّه الله تعالى هؤلاء بأنّهم إذا امتلؤوا أخذهم الله ؛ كما قال تعالى : * ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ) * إلى آخر الآية - إلى أن قال - * ( حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) * [1] .
وقال قتادة : معناه أنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها أي لا يستحيي من الحقّ أن يذكر منه شيئاً ما قلّ أو كثر ، إنّ الله تعالى حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال أهل الضلالة : ماذا أراد الله من ذكر هذا ؟ فأنزل الله تعالى : * ( أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ) * الآية ، وكلّ هذه الوجوه حسنة ، وأحسنها قول ابن عباس ، لأنّه يليق بما تقدّم ، وبعده ما قال قتادة .



[1] - الأنعام : 44 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست