responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 112


* ( كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ ) * يعني كلّما أضاء البرق لهم ، وجعل البرق مثلاً لايمانهم ، وإضاءة الايمان أن يروا فيه ما يعجبهم في عاجل دنياهم ، من إصابة الغنائم ، والنصرة على الأعداء فلذلك أضاء لهم ، لأنّهم إنّما يظهرون بألسنتهم ما يظهرونه من الإقرار ابتغاء ذلك ، ومدافعة عن أنفسهم وأموالهم ، كما قال : * ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) * [1] .
* ( وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ ) * يعني ضوء البرق على السائرين في الصيّب الّذي ضربه مثلاً للمنافقين ، وظلام المنافقين أن يروا في الإسلام ما لا يعجبهم في دنياهم ، من ابتلاء الله المؤمنين بالضراء ، وتمحيصه إياهم بالشدائد والبلاء من إخفاقهم في مغزاهم ، أو إدالة عدوهم ، أو إدبار دنياهم عنهم ، أقاموا على نفاقهم ، وثبتوا على ضلالهم ، كما ثبت السائر في الصيب الّذي ضربه مثلاً . * ( إِذَا أَظْلَمَ ) * وخفت ضوء البرق ، فحار في طريقه ، فلم يعرف منهجه .
وقوله : * ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ) * ، إنّما خصّ الله تعالى ذكر السمع والبصر ، أنّه لو شاء لذهب بهما دون سائر أعضائهم ، لما جرى من ذكرهما في الآيتين من قوله : * ( يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ) * ، وفي قوله : * ( يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ) * فلمّا جرى ذكرهما على وجه المثل ، عقب بذكر ذلك بأنّه لو شاء ، أذهبه من المنافقين عقوبة لهم على نفاقهم وكفرهم ، كما توعّد في قوله : * ( مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ) * . وقوله : * ( بِسَمْعِهِمْ ) * قد بيّنا فيما تقدّم أنّه مصدر يدلّ على الجمع ، وقيل : إنّه واحد موضوع للجمع ، فكأنّه أراد باسماعهم ، قال الشاعر :



[1] - الحج : 11 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست