كلوا في نصف بطنكم تعفوا * فإنّ زمانكم زمن خميص [1] أراد البطون ويقال : ذهبت به وأذهبته وحكي أذهب به ، وهو ضعيف ذكره الزجّاج والمعنى : ولو شاء الله لأظهر على كفرهم فدمر عليهم وأهلكهم لأنّه * ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) * أي قادر وفيه مبالغة .
قوله تعالى : * ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) * آية ( 21 ) .
القراءة : أفصح اللغات فتح الهاء ب ( أيها ) وبعض بني مالك من بني أسد رهط شقيق بن سلمة يقولون : يا أيه الناس ويا أيته المرأة ويا أيه الرجل ، ولا يقرأ بها ، ومن رفعها توهمها آخر الحروف ، وقد حذفت الألف في الكتابة من ثلاثة مواضع : أيه المؤمنون ، ويا أيه الساحر ، وأيه الثقلان ، وسنذكر خلاف القراء في التلفّظ بها .
وروي عن علقمة والحسن : أنّ كلّما في القرآن * ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) * نزل بالمدينة ، وما فيه * ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) * نزل بمكة .
وهذه الآية متوجّهة إلى جميع الناس مؤمنهم ، وكافرهم ، لحصول العموم فيها ، إلاّ من ليس بشرائط التكليف من المجانين والأطفال ، وروي عن ابن عباس أنّه قال : قوله * ( اعْبُدُوا رَبَّكُمْ ) * أي وحّدوه ، وقال غيره : ينبغي أن يحمل على عمومه في كلّ ما هو عبادة الله : من معرفته ومعرفة أنبيائه ، والعمل بما أوجبه عليهم وندبهم إليه وهو الأقوى ، وقوله : * ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) * أي تتقون عذابه بفعل ما أوجبه عليكم كما قال : * ( وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) * .