الصحابة وأول الخالفين - معنى كلمة ( وأبّاً ) في قوله تعالى : * ( وفاكِهَةً وأَبًّا { 31 } ) * [1] ليخفى على من راجع تفاسير القرطبي وكشاف الزمخشري ولباب التأويل للخازن ، وتفاسير ابن كثير وابن جُزى الكلبي والدر المنثور للسيوطي وتفسير أبي السعود وغيرها ، وذلك في تفسير قوله تعالى : * ( وفاكِهَةً وأَبًّا { 31 } ) * في سورة عبس [2] .
وكذلك كان عمر يجهل معنى ( الأبّ ) كما في مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية / 30 ، وسيرة عمر لابن الجوزي / 120 ، وربما غيرهما أيضاً ، مع أنّهم لا يعذرون في جهلهم معناه مع قوله تعالى : * ( مَتاعاً لَكُمْ ولأِنْعامِكُمْ { 32 } ) * [3] .
وليس ذلك اللفظ مما أبهم معناه فاستبهم لفظه فظن أنّه من الغريب ، كما في خبر نافع بن الأزرق الخارجي مع ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، إذ سأله عن عدّة مسائل في غريب الألفاظ عنده ، وقد ناهزت المائتين ، وقد وفقني الله تعالى لجمعها وشرحها من قبل ، وسميتها ب ( غريب القرآن ) ضمن موسوعة ( عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ) نسأل الله تعالى التوفيق لإخراجها في الحلقة الثانية منها .
فليس بدعاً إذا ما قال الزركشي في كتابه البرهان [4] : ( وصدور المفسرين من الصحابة : علي ثم ابن عباس ، الاّ أنّ ابن عباس كان قد أخذ عن علي ) . كما أنّه لم يبالغ الزركشي حين يقول أيضاً : ( كان لعلي فيه - التفسير اليد السابقة قبل ابن عباس ، وهو القائل : لو أردت أن أملي وقر بعير عن الفاتحة لفعلت ) [5] .