فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم أو كان فيه العلم [1] ولا بدع أن كان ذلك الكتاب كذلك ، لأنّ كاتبه الذي كان يقول : سلوني عن ما بين اللوحين ، كما في قول ابن شبرمة [2] ، وفي رواية غيره ( سلوني ما بين لوحي المصحف من آية الاّ وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت ، وإنّ بين جوانحي لعلماً جماً فسلوني قبل أن تفقدوني ) [3] .
وقد أذعن له الصحابة بتفوّقه عليهم في ذلك ، حتى قال ابن مسعود : ( انّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ له ظهر وبطن ، وانّ علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن ) [4] .
وقال ابن عباس وهو حبر الأمة وترجمان القرآن ، وقد سئل أين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط [5] وقال : ( ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب ) [6] .
فعلى هذا لا يسع المسلم العربي اللسان فضلاً عن غيره أن يخوض في علم التفسير بناءً على فهمه ، فيفسره برأيه ، وقد حذّر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المسلمين من ذلك بقوله : “ من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ” .
وعلى هذا أيضاً لم يكن جميع الصحابة حتى أكابرهم يعرفون جميع ما في القرآن لفظاً فضلاً عن أن يعلمون معنى ، وما خبر جهل أبي بكر - وهو من أكابر