responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 837


[ يونس / 99 ] ، وقوله : * ( مَنْ يَهْدِ ) * الله فَهُوَ الْمُهْتَدِ [ الإسراء / 97 ] ، أي : طالب الهدى ومتحرّيه هو الذي يوفّقه ويَهْدِيه إلى طريق الجنّة لا من ضادّه ، فيتحرّى طريق الضّلال والكفر كقوله : * ( والله لا يَهْدِي ) * الْقَوْمَ الْكافِرِينَ [ التوبة / 37 ] ، وفي أخرى * ( الظَّالِمِينَ ) * [ التوبة / 109 ] ، وقوله : * ( إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ ) * [ الزمر / 3 ] الكاذب الكفّار : هو الذي لا يقبل هدايته ، فإنّ ذلك راجع إلى هذا وإن لم يكن لفظه موضوعا لذلك ، ومن لم يقبل هِدَايَتَه لم يهده ، كقولك : من لم يقبل هَدِيَّتِي لم أهد له ، ومن لم يقبل عطيّتي لم أعطه ، ومن رغب عنّي لم أرغب فيه ، وعلى هذا النحو :
* ( والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) * [ التوبة / 109 ] وفي أخرى : * ( الْفاسِقِينَ ) * [ التوبة / 80 ] وقوله : * ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي ) * إِلَّا أَنْ يُهْدى [ يونس / 35 ] ، وقد قرئ : * ( يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى ) * [1] أي : لا يهدي غيره ولكن يهدى . أي : لا يعلم شيئا ولا يعرف أي لا هداية له ، ولو هدي أيضا لم يهتد ، لأنها موات من حجارة ونحوها ، وظاهر اللَّفظ أنه إذا هدي اهْتَدَى لإخراج الكلام أنها أمثالكم كما قال تعالى : * ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله عِبادٌ أَمْثالُكُمْ ) * [ الأعراف / 194 ] وإنّما هي أموات ، وقال في موضع آخر :
* ( ويَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ والأَرْضِ شَيْئاً ولا يَسْتَطِيعُونَ ) * [ النحل / 73 ] ، وقوله عزّ وجلّ : * ( إِنَّا هَدَيْناه السَّبِيلَ ) * [ الإنسان / 3 ] ، * ( وهَدَيْناه النَّجْدَيْنِ ) * [ البلد / 10 ] ، * ( وهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) * [ الصافات / 118 ] فذلك إشارة إلى ما عرّف من طريق الخير والشّرّ [2] ، وطريق الثواب والعقاب بالعقل والشرع وكذا قوله : * ( فَرِيقاً هَدى وفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ) * [ الأعراف / 30 ] ، * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) * [ القصص / 56 ] ، * ( ومَنْ يُؤْمِنْ بِالله يَهْدِ قَلْبَه ) * [ التغابن / 11 ] فهو إشارة إلى التّوفيق الملقى في الرّوع فيما يتحرّاه الإنسان وإياه عنى بقوله عزّ وجلّ : * ( والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ) * [ محمد / 17 ] وعدّي الهِدَايَةُ في مواضع بنفسه ، وفي مواضع باللام ، وفي مواضع بإلى ، قال تعالى :
* ( ومَنْ يَعْتَصِمْ بِالله فَقَدْ هُدِيَ ) * إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [ آل عمران / 101 ] ، * ( واجْتَبَيْناهُمْ وهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) * [ الأنعام / 87 ] وقال : * ( أَفَمَنْ يَهْدِي ) * إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ [ يونس / 35 ] وقال : * ( هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى وأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى ) * [ النازعات / 18 - 19 ] .
وما عدّي بنفسه نحو : * ( ولَهَدَيْناهُمْ ) * صِراطاً مُسْتَقِيماً



[1] قرأ حمزة والكسائي وخلف يهدي .
[2] مجاز القرآن 2 / 299 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 837
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست