نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 838
[ النساء / 68 ] ، * ( وهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) * [ الصافات / 118 ] ، * ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) * [ الفاتحة / 6 ] ، * ( أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ الله ) * [ النساء / 88 ] ، * ( ولا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ) * [ النساء / 168 ] ، * ( أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ ) * [ يونس / 43 ] ، * ( ويَهْدِيهِمْ إِلَيْه صِراطاً مُسْتَقِيماً ) * [ النساء / 175 ] . ولمّا كانت الهِدَايَةُ والتّعليم يقتضي شيئين : تعريفا من المعرّف ، وتعرّفا من المعرّف ، وبهما تمّ الهداية والتّعليم فإنه متى حصل البذل من الهَادِي والمعلم ولم يحصل القبول صحّ أن يقال : لم يَهْدِ ولم يعلَّم اعتبارا بعدم القبول ، وصحّ أن يقال : هَدَى وعلَّم اعتبارا ببذله ، فإذا كان كذلك صحّ أن يقال : إنّ اللَّه تعالى لم يهد الكافرين والفاسقين من حيث إنه لم يحصل القبول الذي هو تمام الهداية والتّعليم ، وصحّ أن يقال : هَدَاهُمْ وعلَّمهم من حيث إنه حصل البذل الذي هو مبدأ الْهِدَايَةِ . فعلى الاعتبار بالأول يصحّ أن يحمل قوله تعالى : * ( والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) * [ التوبة / 109 ] ، * ( والْكافِرِينَ ) * [ التوبة / 37 ] وعلى الثاني قوله عزّ وجلّ : * ( وأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ ) * فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى [ فصلت / 17 ] والأولى حيث لم يحصل القبول المفيد فيقال : هداه اللَّه فلم يهتد ، كقوله : * ( وأَمَّا ثَمُودُ ) * الآية ، وقوله : * ( لِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) * إلى قوله : * ( وإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله ) * [1] [ البقرة / 142 - 143 ] فهم الَّذين قبلوا هداه واهتدوا به ، وقوله تعالى : * ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) * [ الفاتحة / 6 ] ، * ( ولَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً ) * [ النساء / 68 ] فقد قيل : عني به الهِدَايَةُ العامّة التي هي العقل ، وسنّة الأنبياء ، وأمرنا أن نقول ذلك بألسنتنا وإن كان قد فعل ليعطينا بذلك ثوابا كما أمرنا أن نقول : اللَّهمّ صلّ على محمد وإن كان قد صلَّى عليه بقوله : * ( إِنَّ الله ومَلائِكَتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) * [ الأحزاب / 56 ] وقيل : إن ذلك دعاء بحفظنا عن استغواء الغواة واستهواء الشّهوات ، وقيل : هو سؤال للتّوفيق الموعود به في قوله : * ( والَّذِينَ اهْتَدَوْا ) * زادَهُمْ هُدىً [ محمد / 17 ] وقيل : سؤال للهداية إلى الجنّة في الآخرة ، وقوله عزّ وجلّ : * ( وإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله ) * [ البقرة / 143 ] فإنه يعني به من هداه بالتّوفيق المذكور في قوله عزّ وجلّ : * ( والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ) * . والهُدَى والهِدَايَةُ في موضوع اللَّغة واحد لكن قد خصّ اللَّه عزّ وجلّ لفظة الهدى بما تولَّاه