responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 836


[ البقرة / 213 ] .
الرّابع : الهداية في الآخرة إلى الجنّة المعنيّ بقوله : * ( سَيَهْدِيهِمْ ويُصْلِحُ بالَهُمْ ) * [ محمد / 5 ] ، * ( ونَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ) * [ الأعراف / 43 ] إلى قوله : * ( الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي هَدانا لِهذا ) * [1] .
وهذه الهدايات الأربع مترتّبة ، فإنّ من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثّانية بل لا يصحّ تكليفه ، ومن لم تحصل له الثّانية لا تحصل له الثّالثة والرّابعة ، ومن حصل له الرّابع فقد حصل له الثلاث التي قبلها ، ومن حصل له الثالث فقد حصل له اللَّذان قبله [2] . ثمّ ينعكس ، فقد تحصل الأولى ولا يحصل له الثاني ولا يحصل الثالث ، والإنسان لا يقدر أن يهدي أحدا إلَّا بالدّعاء وتعريف الطَّرق دون سائر أنواع الهدايات ، وإلى الأوّل أشار بقوله : * ( وإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) * [ الشورى / 52 ] ، * ( يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) * [ السجدة / 24 ] ، * ( ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) * [ الرعد / 7 ] أي : داع ، وإلى سائر الهدايات أشار بقوله تعالى : * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) * [ القصص / 56 ] وكلّ هداية ذكر اللَّه عزّ وجلّ أنه منع الظالمين والكافرين فهي الهداية الثالثة ، وهي التّوفيق الذي يختصّ به المهتدون ، والرّابعة التي هي الثّواب في الآخرة ، وإدخال الجنّة . نحو قوله عزّ وجلّ : * ( كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْماً ) * إلى قوله : * ( والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) * [3] [ آل عمران / 86 ] وكقوله : * ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الآخِرَةِ وأَنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) * [ النحل / 107 ] وكلّ هداية نفاها اللَّه عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلم وعن البشر ، وذكر أنهم غير قادرين عليها فهي ما عدا المختصّ من الدّعاء وتعريف الطريق ، وذلك كإعطاء العقل ، والتّوفيق ، وإدخال الجنة ، كقوله عزّ ذكره :
* ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ولكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) * [ البقرة / 272 ] ، * ( ولَوْ شاءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى ) * [ الأنعام / 35 ] ، * ( وما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ ) * [ النمل / 81 ] ، * ( إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ) * [ النحل / 37 ] ، * ( ومَنْ يُضْلِلِ الله فَما لَه مِنْ هادٍ ) * [ الزمر / 36 ] ، * ( ومَنْ يَهْدِ الله فَما لَه مِنْ مُضِلٍّ ) * [ الزمر / 37 ] ، * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) * [ القصص / 56 ] وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى : * ( أَفَأَنْتَ تُكْرِه النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) *



[1] الآية : * ( ونَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ ، وقالُوا : الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي هَدانا لِهذا .
[2] قد نقل ابن القيم هذه الهدايات الأربع في عدة مواضع من كتبه . انظر مثلا : بدائع الفوائد 2 / 35 - 37 .
[3] الآية : * ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّه قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ واللَّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 836
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست