responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 708


تعالى : * ( ولَوْ كَرِه ) * الْكافِرُونَ [ التوبة / 32 ] ، * ( ولَوْ كَرِه الْمُشْرِكُونَ ) * [ التوبة / 33 ] ، * ( وإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ) * [ الأنفال / 5 ] ، وقوله : * ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيه مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه ) * [ الحجرات / 12 ] تنبيه أنّ أكل لحم الأخ شيء قد جبلت النّفس على كَرَاهَتِهَا له وإن تحرّاه الإنسان ، وقوله : * ( لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ) * [ النساء / 19 ] وقرئ :
كرها [1] ، والإِكْرَاه يقال في حمل الإنسان على ما يكرهه ، وقوله : * ( ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) * [ النور / 33 ] فنهي عن حملهنّ على ما فيه كَرْه وكُرْه ، وقوله : * ( لا إِكْراه ) * فِي الدِّينِ [ البقرة / 256 ] فقد قيل : كان ذلك في ابتداء الإسلام ، فإنه كان يعرض على الإنسان الإسلام فإن أجاب وإلَّا ترك [2] .
والثاني : أنّ ذلك في أهل الكتاب ، فإنّهم إن أرادوا الجزية والتزموا الشّرائط تركوا [3] .
والثالث أنه لا حكم لمن أكره على دين باطل فاعترف به ودخل فيه ، كما قال تعالى : * ( إِلَّا مَنْ أُكْرِه وقَلْبُه مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمانِ ) * [ النحل / 106 ] .
الرابع : لا اعتداد في الآخرة بما يفعل الإنسان في الدّنيا من الطاعة كرها ، فإنّ اللَّه تعالى يعتبر السّرائر ولا يرضى إلَّا الإخلاص ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : « الأعمال بالنّيّات » [4] ، وقال : « أخلص يكفك القليل من العمل » [5] .
الخامس : معناه لا يحمل الإنسان على أمر مَكْرُوه في الحقيقة مما يكلَّفهم اللَّه بل يحملون على نعيم الأبد ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : « عجب ربّكم من قوم يقادون إلى الجنّة بالسّلاسل » [6] .
السادس : أنّ الدّين الجزاء . معناه : أنّ اللَّه ليس بِمُكْرَه على الجزاء بل يفعل ما يشاء بمن يشاء كما يشاء .
وقوله : * ( أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ ) * إلى قوله :



[1] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف . انظر : الإتحاف ص 188 .
[2] ويؤيد هذا ما أخرجه ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس قال : نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ، يقال له الحصين ، كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلا مسلما ، فقال للنبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلم : ألا أستكرههما ؟ فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ، فأنزل اللَّه فيه ذلك . انظر : الدر المنثور 2 / 21 ، وتفسير الطبري 3 / 14 .
[3] وهذا مروي عن ابن عباس أيضا ، وأخرجه عنه ابن جرير وابن أبي حاتم .
[4] الحديث متفق عليه ، أخرجه البخاري في بدء الوحي 1 / 7 ، ومسلم في الإمارة برقم ( 1907 ) ، وغيرهما .
[5] الحديث عن معاذ بن جبل أنه قال لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن : أوصني . قال : « أخلص دينك يكفك العمل القليل » أخرجه الحاكم في الرقاق 4 / 306 ، وقال : صحيح الإسناد ، ولم يوافقه الذهبي ، وأبو نعيم في الحلية 1 / 244 . وقال العراقي : رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث معاذ ، وإسناده منقطع . انظر : تخريج أحاديث الإحياء 6 / 2406 .
[6] الحديث تقدّم في مادة ( سلّ ) .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 708
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست