نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 691
* ( جَعَلَ الله لَكُمْ قِياماً ) * [ النساء / 5 ] ، أي : جعلها ممّا يمسككم . وقوله : * ( جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ ) * [ المائدة / 97 ] أي : قِوَاما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم . قال الأصمّ : قائما لا ينسخ ، وقرئ : قيما [1] بمعنى قياما ، وليس قول من قال : جمع قيمة بشيء . ويقال : قَامَ كذا ، وثبت ، وركز بمعنى . وقوله : * ( واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ ) * إِبْراهِيمَ مُصَلًّى [ البقرة / 125 ] ، وقَامَ فلان مَقَامَ فلان : إذا ناب عنه . قال : * ( فَآخَرانِ يَقُومانِ ) * مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيانِ [ المائدة / 107 ] . وقوله : * ( دِيناً قِيَماً ) * [ الأنعام / 161 ] ، أي : ثابتا مُقَوِّماً لأمور معاشهم ومعادهم . وقرئ : قيما [2] مخفّفا من قيام . وقيل : هو وصف ، نحو : قوم عدى ، ومكان سوى ، ولحم زيم [3] ، وماء روى ، وعلى هذا قوله تعالى : * ( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) * [ يوسف / 40 ] ، وقوله : * ( ولَمْ يَجْعَلْ لَه عِوَجاً قَيِّماً ) * [ الكهف / 1 - 2 ] ، وقوله : * ( وذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) * [ البينة / 5 ] فَالْقَيِّمَةُ هاهنا اسم للأمّة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله : * ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ) * [ آل عمران / 110 ] ، وقوله : * ( كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّه ) * [ النساء / 135 ] ، * ( يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) * [ البينة / 2 - 3 ] فقد أشار بقوله : * ( صُحُفاً مُطَهَّرَةً ) * إلى القرآن ، وبقوله : * ( كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) * [ البينة / 3 ] إلى ما فيه من معاني كتب اللَّه تعالى ، فإنّ القرآن مجمع ثمرة كتب اللَّه تعالى المتقدّمة . وقوله : * ( الله لا إِله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) * [ البقرة / 255 ] أي : القائم الحافظ لكلّ شيء ، والمعطى له ما به قِوَامُه ، وذلك هو المعنى المذكور في قوله : * ( الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَه ثُمَّ هَدى ) * [ طه / 50 ] ، وفي قوله : * ( أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) * [ الرعد / 33 ] . وبناء قَيُّومٍ : فيعول ، وقَيَّامٌ : فيعال . نحو : ديّون وديّان ، والقِيامَةُ : عبارة عن قيام الساعة المذكور في قوله : * ( ويَوْمَ تَقُومُ ) * السَّاعَةُ [ الروم / 12 ] ، * ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) * [ المطففين / 6 ] ، * ( وما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً ) * [ الكهف / 36 ] ، والْقِيَامَةُ أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دُفْعَةً واحدة ، أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دُفْعَة ، والمَقامُ يكون مصدرا ، واسم مكان القيام ، وزمانه . نحو : * ( إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وتَذْكِيرِي ) * [ يونس / 71 ] ،
[1] وهي قراءة ابن عامر . الإتحاف ص 203 . [2] وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف . الإتحاف ص 220 . [3] لحم زيم : متعضّل ليس بمجتمع في مكان فيبدن . اللسان ( زيم ) .
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 691