نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 337
أي : اللَّه تعالى ، فالرّبّانيّ كقولهم : إلهيّ ، وزيادة النون فيه كزيادته في قولهم : لحيانيّ ، وجسمانيّ [1] . قال عليّ رضي اللَّه عنه : ( أنا ربّانيّ هذه الأمّة ) والجمع ربّانيّون . قال تعالى : * ( لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبارُ ) * [ المائدة / 63 ] ، * ( كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ) * [ آل عمران / 79 ] ، وقيل : ربّانيّ لفظ في الأصل سريانيّ ، وأخلق بذلك [2] ، فقلَّما يوجد في كلامهم ، وقوله تعالى : * ( رِبِّيُّونَ ) * كَثِيرٌ [ آل عمران / 146 ] ، فالرِّبِّيُّ كالرّبّانيّ . والرّبوبيّة مصدر ، يقال في اللَّه عزّ وجلّ ، والرِّبَابَة تقال في غيره ، وجمع الرّبّ أرْبابٌ ، قال تعالى : * ( أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) * [ يوسف / 39 ] ، ولم يكن من حقّ الرّبّ أن يجمع إذ كان إطلاقه لا يتناول إلَّا اللَّه تعالى ، لكن أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم ، لا على ما عليه ذات الشيء في نفسه ، والرّبّ لا يقال في التّعارف إلَّا في اللَّه ، وجمعه أربّة ، وربوب ، قال الشاعر : 173 - كانت أربّتهم بهز وغرّهم عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا [3] وقال آخر : 174 - وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي وقبلك ربّتني فضعت ربوب [4] ويقال للعقد في موالاة الغير : الرِّبَابَةُ ، ولما يجمع فيه القدح ربابة ، واختصّ الرّابّ والرّابّة بأحد الزّوجين إذا تولَّى تربية الولد من زوج كان قبله ، والرّبيب والرّبيبة بذلك الولد ، قال تعالى : * ( ورَبائِبُكُمُ ) * اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ [ النساء / 23 ] ، وربّبت الأديم بالسّمن ، والدّواء بالعسل ، وسقاء مربوب ، قال الشاعر : 175 - فكوني له كالسّمن ربّت بالأدم [5] والرَّبَابُ : السّحاب ، سمّي بذلك لأنّه يربّ
[1] راجع : تفسير القرطبي 4 / 122 ، وعمدة الحفاظ : ربّ . [2] قال السمين : فقد اختار غير المختار . عمدة الحفاظ : ربّ . [3] البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، وهو في ديوان الهذليين 1 / 44 ، والمجمل 2 / 371 ، واللسان ( ربب ) . قال ابن فارس : والمعاهدون أربة . وبهز : حيّ من سليم . [4] البيت لعلقمة بن عبدة ، وهو في ديوانه ص 43 ، والمجمل 2 / 371 ، واللسان ( ربب ) ، والمفضليات ص 394 . ومطلع القصيدة : طحا بك قلب في الحسان بعيد الشباب عصر حان مشيب [5] هذا عجز بيت لعمرو بن شأس ، يخاطب امرأته ، وكانت تؤذي ابنه عرارا ، فقال لها : فإنّ عرارا إن يكن غير واضح فإني أحبّ الجون ذا المنكب الغمم فإن كنت مني ، أو تريدين صحبتي فكوني له كالسّمن ربّ له بالأدم أراد بالأدم النحي ، يقول لزوجته : كوني له كسمن ربّ أديمه ، أي : طلي بربّ التمر . انظر : اللسان ( ربب ) ، والتمثيل والمحاضرة ص 282 ، وسمط اللآلئ 2 / 803 .
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 337