responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 301


كثير [1] ، وعلى هذا قوله : * ( وإِنَّه لِحُبِّ الْخَيْرِ ) * لَشَدِيدٌ [ العاديات / 8 ] ، أي : المال الكثير وقال بعض العلماء : إنما سمّي المال هاهنا خيرا تنبيها على معنى لطيف ، وهو أنّ الذي يحسن الوصية به ما كان مجموعا من المال من وجه محمود ، وعلى هذا قوله : * ( قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ ) * [ البقرة / 215 ] ، وقال : * ( وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِه عَلِيمٌ ) * [ البقرة / 273 ] ، وقوله : * ( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) * [ النور / 33 ] ، قيل : عنى به مالا من جهتهم [2] ، وقيل : إن علمتم أنّ عتقهم يعود عليكم وعليهم بنفع ، أي : ثواب [3] . والخير والشرّ يقالان على وجهين :
أحدهما : أن يكونا اسمين كما تقدّم ، وهو قوله : * ( ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) * [ آل عمران / 104 ] .
والثاني : أن يكونا وصفين ، وتقديرهما تقدير ( أفعل منه ) ، نحو : هذا خير من ذاك وأفضل ، وقوله : * ( نَأْتِ بِخَيْرٍ ) * مِنْها [ البقرة / 106 ] ، وقوله : * ( وأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) * [ البقرة / 184 ] ، فخير هاهنا يصحّ أن يكون اسما ، وأن يكون بمعنى أفعل ، ومنه قوله : * ( وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) * [ البقرة / 197 ] ، تقديره تقدير أفعل منه . فالخير يقابل به الشرّ مرة ، والضّرّ مرة ، نحو قوله تعالى : * ( وإِنْ يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَه إِلَّا هُوَ ، وإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) * [ الأنعام / 17 ] ، وقوله : * ( فِيهِنَّ خَيْراتٌ ) * حِسانٌ [ الرحمن / 70 ] ، قيل : أصله خَيِّرَات ، فخفّف ، فالخيرات من النساء الخيّرات ، يقال : رجل خَيْرٌ [4] وامرأة خَيْرَةٌ ، وهذا خير الرجال ، وهذه خيرة النساء ، والمراد بذلك المختارات ، أي : فيهنّ مختارات لا رذل فيهنّ . والخير : الفاضل المختصّ بالخير ، يقال : ناقة خِيَار ، وجمل خيار ، واستخار اللَّه العبدُ فَخَارَ له ، أي : طلب منه الخير فأولاه ، وخَايَرْتُ فلانا كذا فَخِرْتُه ، والخِيَرَة : الحالة التي تحصل للمستخير والمختار ، نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس . والاختيارُ :
طلب ما هو خير وفعله ، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا ، وإن لم يكن خيرا ، وقوله : * ( ولَقَدِ اخْتَرْناهُمْ ) * عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ [ الدخان / 32 ] ، يصحّ أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيرا ، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم . والمختار في عرف المتكلَّمين يقال لكلّ



[1] الخبر ذكره البيهقي في سننه 6 / 270 وعبد الرزاق 9 / 62 والحاكم 2 / 273 ، وفيه انقطاع .
[2] وهذا قول ابن عباس وعطاء . راجع : الدر المنثور 5 / 190 .
[3] أخرج عبد الرزاق وغيره عن أنس بن مالك قال : سألني سيرين المكاتبة ، فأبيت عليه ، فأتى عمر بن الخطاب ، فأقبل عليّ بالدّرة ، وقال : كاتبه ، وتلا : * ( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً فكاتبته . راجع : الدر المنثور 5 / 190 .
[4] يقال : رجل خير وخيّر ، كميت وميّت . راجع : البصائر 2 / 74 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست