responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 236


* ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله ) * [ النساء / 79 ] ، أي : من ثواب ، * ( وما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ ) * [ النساء / 79 ] ، أي : من عقاب . والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أنّ الحَسَنَ يقال في الأعيان والأحداث ، وكذلك الحَسَنَة إذا كانت وصفا ، وإذا كانت اسما فمتعارف في الأحداث ، والحُسْنَى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان ، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر ، يقال : رجل حَسَنٌ وحُسَّان ، وامرأة حَسْنَاء وحُسَّانَة ، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة ، وقوله تعالى : * ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه ) * [ الزمر / 18 ] ، أي : الأبعد عن الشبهة ، كما قال صلَّى اللَّه عليه وسلم : « إذا شككت في شيء فدع » [1] .
* ( وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) * [ البقرة / 83 ] ، أي : كلمة حسنة ، وقال تعالى : * ( ووَصَّيْنَا الإِنْسانَ بِوالِدَيْه حُسْناً ) * [ العنكبوت / 8 ] ، وقوله عزّ وجل : * ( هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) * [ التوبة / 52 ] ، وقوله تعالى :
* ( ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) * [ المائدة / 50 ] ، إن قيل : حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خصّ ؟
قيل : القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه ، وذلك يظهر لمن تزكَّى واطلع على حكمة اللَّه تعالى دون الجهلة .
والإحسان يقال على وجهين :
أحدهما : الإنعام على الغير ، يقال : أحسن إلى فلان .
والثاني : إحسان في فعله ، وذلك إذا علم علما حسنا ، أو عمل عملا حسنا ، وعلى هذا قول أمير المؤمنين : ( الناس أبناء ما يحسنون ) [2] أي :
منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة .
قوله تعالى : * ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه ) * [ السجدة / 7 ] ، والإحسان أعمّ من الإنعام . قال تعالى : * ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ ) * [ الإسراء / 7 ] ، وقوله تعالى : * ( إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ ) * [ النحل / 90 ] ، فالإحسان فوق العدل ، وذاك أنّ العدل هو أن يعطي ما عليه ، ويأخذ أقلّ مما له ، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ، ويأخذ أقلّ ممّا له [3] .
فالإحسان زائد على العدل ، فتحرّي العدل



[1] ورد بمعناه عن أبي أمامة أنّ رجلا سأل رسول اللَّه عن الإثم . قال : إذا حاك في نفسك شيء فدعه . أخرجه أحمد 5 / 252 .
[2] انظر : البصائر 2 / 465 ، والذريعة ص 24 ونهج البلاغة ص 674 ، وفيه : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه .
[3] انظر نهج البلاغة ص 708 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست