responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 19


منهج الراغب في كتاب « المفردات » :
لقد سلك الراغب في كتابه منهجا بديعا ، ومسلكا رفيعا ، ينمّ عن علم غزير ، وعمق كبير فنجده أولا يذكر المادة بمعناها الحقيقي ، ثم يتبعها بما اشتقّ منها ، ثم يذكر المعاني المجازية للمادة ، ويبيّن مدى ارتباطها بالمعنى الحقيقي .
وهذا أمر لا يقدر عليه إلا من سبر غور اللغة ، وخاض في لججها وبحارها .
ويذكر على كل ذلك شواهد من القرآن أولا ، ثم من الحديث ثانيا ، ثم من أشعار العرب وأقوالهم ثالثا .
ففي نطاق الآيات يكثر الراغب من الاستشهاد بها على المعنى المراد ، كما يورد القراءات الواردة ، ثم نراه يفسر القرآن بالقرآن كثيرا ، ثم بأقوال الصحابة والتابعين ، ثم يأتي بأقوال الحكماء التي تتفق مع الشريعة .
ولنضرب أمثلة على ذلك :
ففي مادة ( إبل ) ، يقول : الإبل يقع على البعران الكثيرة ، ولا واحد له من لفظه .
فهذا المعنى الحقيقي ، ثم يقول :
وأبل الوحشي يأبل أبولا ، وأبل أبلا : اجتزأ عن الماء ، تشبيها بالإبل في صبرها عن الماء .
فهذا المعنى المجازي للفظ ، والجامع بين المعنى الحقيقي والمجازي الصبر عن الشيء ، ثم يقول :
وكذلك : تأبّل الرجل عن امرأته : إذا ترك مقاربتها .
وهذا أيضا مجاز ، والعلاقة واضحة بينه وبين المعنى الحقيقي .
وفي مادة ( بور ) قال : البوار : فرط الكساد .
فهذا هو المعنى الحقيقي ، ثم قال :
ولمّا كان فرط الكساد يؤدي إلى الفساد ، كما قيل : كسد حتى فسد ، عبّر بالبوار عن الهلاك .
فهذا المعنى المجازي ، وهذا يسمى مجازا بالأوّل .
ثم ذكر أمثلة من القرآن والحديث ، فقال : قال عزّ وجلّ : * ( تِجارَةً لَنْ تَبُورَ ) * * ( ومَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ ) * ، وروي : « نعوذ باللَّه من بوار الأيم » ، وقال عزّ وجل : * ( وأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) * .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست