responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 83


وقيل : هو من : أَلِه ، أي : تحيّر ، وتسميته بذلك إشارة إلى ما قال أمير المؤمنين عليّ رضي اللَّه عنه : ( كلّ دون صفاته تحبير الصفات ، وضلّ هناك تصاريف اللغات ) وذلك أنّ العبد إذا تفكَّر في صفاته تحيّر فيها ، ولهذا روي : « تفكَّروا في آلاء اللَّه ولا تفكَّروا في اللَّه » [1] .
وقيل : أصله : ولاه ، فأبدل من الواو همزة ، وتسميته بذلك لكون كل مخلوق والها نحوه ، إمّا بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات ، وإمّا بالتسخير والإرادة معا كبعض الناس ، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء : اللَّه محبوب الأشياء كلها [2] ، وعليه دلّ قوله تعالى : * ( وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) * [ الإسراء / 44 ] .
وقيل : أصله من : لاه يلوه لياها ، أي :
احتجب . قالوا : وذلك إشارة إلى ما قال تعالى :
* ( لا تُدْرِكُه الأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ ) * [ الأنعام / 103 ] ، والمشار إليه بالباطن في قوله :
* ( والظَّاهِرُ والْباطِنُ ) * [ الحديد / 3 ] . وإِلَه حقّه ألا يجمع ، إذ لا معبود سواه ، لكن العرب لاعتقادهم أنّ هاهنا معبودات جمعوه ، فقالوا : الآلهة . قال تعالى : * ( أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا ) * [ الأنبياء / 43 ] ، وقال :
* ( ويَذَرَكَ وآلِهَتَكَ ) * [ الأعراف / 127 ] وقرئ :
( وإلاهتك ) [3] أي : عبادتك . ولاه أنت ، أي :
للَّه ، وحذف إحدى اللامين .
« اللهم » قيل : معناه : يا اللَّه ، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره [4] ، وخصّ بدعاء اللَّه ، وقيل : تقديره : يا اللَّه أمّنا بخير [5] ، مركَّب تركيب حيّهلا .
< / كلمة = أله > < كلمة = إلى > إلى إلى : حرف يحدّ به النهاية من الجوانب الست ، وأَلَوْتُ في الأمر : قصّرت فيه ، هو منه ، كأنه رأى فيه الانتهاء ، وأَلَوْتُ فلانا ، أي : أوليته تقصيرا نحو : كسبته ، أي : أوليته كسبا ، وما ألوته جهدا ، أي : ما أوليته تقصيرا بحسب الجهد ، فقولك : « جهدا » تمييز ، وكذلك : ما ألوته نصحا . وقوله تعالى : * ( لا يَأْلُونَكُمْ ) * خَبالًا [ آل



[1] الحديث رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس بلفظ : « تفكروا في خلق اللَّه ولا تفكروا في اللَّه » ورواه ابن أبي شيبة في كتاب العرش ص 59 من قوله عن ابن عباس بلفظ : « تفكروا في كل شيء ولا تتفكروا في اللَّه » . وجاء أحاديث كثيرة بمعناها قال العجلوني : وأسانيدها ضعيفة لكن اجتماعها يكسبه قوة ، ومعناه صحيح . راجع : كشف الخفاء 1 / 311 ، والنهاية في غريب الحديث 1 / 63 .
[2] انظر : عمدة الحفاظ : ( أله ) .
[3] وبها قرأ عليّ بن أبي طالب وابن عباس والضحاك ، وهي قراءة شاذة ، راجع : القرطبي 7 / 262 .
[4] وهذا قول الخليل رحمه اللَّه ، انظر : اللسان ( أله ) ، ومعاني الفراء 1 / 203 ، والغريبين للهروي 1 / 79 .
[5] وهذا قول الفراء ، ذكره في معاني القرآن 1 / 203 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست