responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 760


على ظهره من الأسفار ، وقوله : * ( واتَّبَعَ هَواه فَمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْه يَلْهَثْ ) * [ الأعراف / 176 ] فإنه شبّهه بملازمته واتّباعه هواه وقلَّة مزايلته له بالكلب الذي لا يزايل اللَّهث على جميع الأحوال . وقوله :
* ( مَثَلُهُمْ ) * كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً [ البقرة / 17 ] ، فإنه شبّه من آتاه اللَّه تعالى ضربا من الهداية والمعارف ، فأضاعه ولم يتوصّل به إلى ما رشّح له من نعيم الأبد بمن استوقد نارا في ظلمة ، فلمّا أضاءت له ضيّعها ونكس فعاد في الظَّلمة ، وقوله تعالى : * ( ومَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً ونِداءً ) * [ البقرة / 171 ] فإنه قصد تشبيه المدعوّ بالغنم ، فأجمل وراعى مقابلة المعنى دون مقابلة الألفاظ ، وبسط الكلام : مثل راعي الذين كفروا والَّذين كفروا كمثل الَّذي ينعق بالغنم ، ومثل الغنم التي لا تسمع إلَّا دعاء ونداء . وعلى هذا النحو قوله : * ( مَثَلُ ) * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ [ البقرة / 261 ] ومثله قوله :
* ( مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِه الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ ) * [ آل عمران / 117 ] وعلى هذا النحو ما جاء من أمثاله . والمِثَالُ : مقابلة شيء بشيء هو نظيره ، أو وضع شيء مّا ليحتذى به فيما يفعل ، والْمُثْلَةُ : نقمة تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع به غيره ، وذلك كالنّكال ، وجمعه مُثُلَاتٌ ومَثُلَاتٌ ، وقد قرئ : * ( مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ ) * [ الرعد / 6 ] ، و ( الْمَثْلَاتُ ) [1] بإسكان الثّاء على التّخفيف . نحو : عَضُدٍ وعَضْدٍ ، وقد أَمْثَلَ السّلطان فلانا : إذا نكَّل به ، والأَمْثلُ يعبّر به عن الأشبه بالأفاضل ، والأقرب إلى الخير ، وأَمَاثِلُ القومِ : كناية عن خيارهم ، وعلى هذا قوله تعالى : * ( إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ ) * طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً [ طه / 104 ] ، وقال :
* ( ويَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى ) * [ طه / 63 ] أي :
الأشبه بالفضيلة ، وهي تأنيث الأمثل .
< / كلمة = مثل > < كلمة = مجد > مجد الْمَجْدُ : السّعة في الكرم والجلال ، وقد تقدّم الكلام في الكرم . يقال : مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً ومَجَادَةً ، وأصل المجد من قولهم : مَجَدَتِ الإبلُ [2] : إذا حَصَلَتْ في مرعًى كثيرٍ واسعٍ ، وقد أَمْجَدَهَا الرّاعي ، وتقول العرب : في كلّ شجر نارٌ ، واسْتَمْجَدَ المرْخُ والعَفَارُ [3] ، وقولهم في صفة اللَّه تعالى : الْمَجِيدُ . أي : يجري السّعة في



[1] وهي لغة بني تميم . وهي قراءة شاذة قرأ بها الأعمش . انظر : تفسير القرطبي 9 / 285 ، وإعراب القرآن للنحاس 2 / 166 ، ومعاني الفراء 2 / 59 .
[2] انظر : الأفعال 4 / 154 .
[3] المثل يضرب في تفضيل الرجال بعضهم على بعض . انظر : مجمع الأمثال 2 / 74 ، والمستقصى 2 / 183 ، وجمهرة الأمثال 2 / 292 ، ومجمل اللغة 3 / 823 ، وديوان الأدب 1 / 101 ، وفصل المقال ص 202 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 760
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست