responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 280


غير تدبّر ولا تفكَّر ، قال تعالى : * ( أَخَرَقْتَها ) * لِتُغْرِقَ أَهْلَها [ الكهف / 71 ] ، وهو ضدّ الخلق ، فإنّ الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق ، والخرق بغير تقدير ، قال تعالى : * ( وخَرَقُوا لَه بَنِينَ وبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) * [ الأنعام / 100 ] ، أي : حكموا بذلك على سبيل الخرق ، وباعتبار القطع قيل : خَرَقَ الثوبَ ، وخَرَّقَه ، وخَرَقَ المفاوز ، واخْتَرَقَ الرّيح . وخصّ الخَرْق والخريق بالمفاوز الواسعة ، إمّا لاختراق الريح فيها ، وإمّا لتخرّقها في الفلاة ، وخصّ الخرق بمن ينخرق في السخاء [1] . وقيل لثقب الأذن إذا توسّع : خرق ، وصبيّ أَخْرَقُ ، وامرأة خَرْقَاء : مثقوبة الأذن ثقبا واسعا ، وقوله تعالى : * ( إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ ) * الأَرْضَ [ الإسراء / 37 ] ، فيه قولان :
أحدهما : لن تقطع ، والآخر : لن تثقب الأرض إلى الجانب الآخر ، اعتبارا بالخرق في الأذن ، وباعتبار ترك التقدير قيل : رجل أَخْرَقُ ، وخَرِقُ ، وامرأة خَرْقَاء ، وشبّه بها الريح في تعسّف مرورها فقيل : ريح خرقاء . وروي : « ما دخل الخرق في شيء إلَّا شانه » [2] . ومن الخرق استعيرت المَخْرَقَة ، وهو إظهار الخرق توصّلا إلى حيلة ، والمِخْرَاق : شيء يلعب به ، كأنّه يخرق لإظهار الشيء بخلافه ، وخَرِقَ الغزال [3] : إذا لم يحسن أن يعدو لخرقه .
< / كلمة = خرق > < كلمة = خزن > خزن الخَزْنُ : حفظ الشيء في الخِزَانَة ، ثمّ يعبّر به عن كلّ حفظ كحفظ السّرّ ونحوه ، وقوله تعالى : * ( وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُه ) * [ الحجر / 21 ] ، * ( ولِلَّه خَزائِنُ ) * السَّماواتِ والأَرْضِ [ المنافقون / 7 ] ، فإشارة منه إلى قدرته تعالى على ما يريد إيجاده ، أو إلى الحالة التي أشار إليها بقوله عليه السلام : « فرغ ربّكم من الخلق والخلق والرّزق والأجل » [4] ، وقوله تعالى : * ( فَأَسْقَيْناكُمُوه وما أَنْتُمْ لَه بِخازِنِينَ ) * [ الحجر / 22 ] ، قيل معناه : حافظين له بالشّكر ، وقيل : هو إشارة إلى ما أنبأ عنه قوله :
* ( أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوه . . . ) *



[1] في اللسان : والخرق بالكسر : الكريم المتخرّق في الكرم ، وفي المجمل : الخرق : السخيّ يتخرّق في السخاء .
[2] الحديث رواه العسكري من حديث عبد الرزاق عن أنس مرفوعا : « ما كان الرفق في شيء قطَّ إلا زانه ، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه » ، وأخرجه مسلم بلفظ : « إنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه » . راجع : المقاصد الحسنة ص 114 ، وصحيح مسلم في البر والصلة رقم 2594 .
[3] انظر : المجمل 2 / 285 ، والأفعال 1 / 490 .
[4] الحديث عن عبد اللَّه بن مسعود عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم قال : « فرغ إلى ابن آدم من أربع : الخلق والخلق والأجل والرزق » أخرجه الطبراني في الأوسط 2 / 336 ، وهو في مجمع الزوائد 7 / 195 كتاب القدر ، والفتح الكبير 2 / 266 . وفيه عيسى بن المسيب البجلي ، وهو ضعيف عند الجمهور ، ووثقه الحاكم والدارقطني في سننه ، وضعفه في غيرها . وللحديث طرق أخرى وروايات أخرى عند الطبراني وأحمد وابن عساكر ، وانظر : مسند أحمد 2 / 167 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست