responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 215


تعالى : * ( فِيه رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ) * [ التوبة / 108 ] ، وليس كذلك ، فإنّ المحبّة أبلغ من الإرادة كما تقدّم آنفا ، فكلّ محبّة إرادة ، وليس كلّ إرادة محبّة ، وقوله عزّ وجلّ : * ( إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمانِ ) * [ التوبة / 23 ] ، أي : إن آثروه عليه ، وحقيقة الاستحباب : أن يتحرّى الإنسان في الشيء أن يحبّه ، واقتضى تعديته ب ( على ) معنى الإيثار ، وعلى هذا قوله تعالى : * ( وأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) * [ فصلت / 17 ] ، وقوله تعالى :
* ( فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَه ) * [ المائدة / 54 ] ، فمحبّة اللَّه تعالى للعبد إنعامه عليه ، ومحبّة العبد له طلب الزّلفى لديه .
وقوله تعالى : * ( إِنِّي أَحْبَبْتُ ) * حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي [ ص / 32 ] ، فمعناه : أحببت الخيل حبّي للخير ، وقوله تعالى : * ( إِنَّ الله يُحِبُّ ) * التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [ البقرة / 222 ] ، أي : يثيبهم وينعم عليهم ، وقال : * ( لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) * [ البقرة / 276 ] ، وقوله تعالى :
* ( والله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) * [ الحديد / 23 ] ، تنبيها أنه بارتكاب الآثام يصير بحيث لا يتوب لتماديه في ذلك ، وإذا لم يتب لم يحبّه اللَّه المحبّة التي وعد بها التوابين والمتطهرين .
وحَبَّبَ اللَّه إليّ كذا ، قال اللَّه تعالى : * ( ولكِنَّ الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمانَ ) * [ الحجرات / 7 ] ، وأحبّ البعير : إذا حرن ولزم مكانه ، كأنه أحبّ المكان الذي وقف فيه ، وحبابك أن تفعل كذا [1] ، أي :
غاية محبّتك ذلك .
< / كلمة = حب > < كلمة = حبر > حبر الحِبْرُ : الأثر المستحسن ، ومنه ما روي :
« يخرج من النّار رجل قد ذهب حبره وسبره » [2] أي : جماله وبهاؤه ، ومنه سمّي الحبر ، وشاعر مُحَبِّر ، وشعر مُحَبَّر ، وثوب حَبِير : محسّن ، ومنه : أرض مِحْبَار [3] ، والحبير من السحاب ، وحَبِرَ [4] فلان :
بقي بجلده أثر من قرح ، والحَبْر : العالم وجمعه : أَحْبَار ، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس ، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها ، قال تعالى : * ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ الله ) * [ التوبة / 31 ] ، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي اللَّه عنه بقوله :
( العلماء باقون ما بقي الدّهر ، أعيانهم مفقودة ، وآثارهم في القلوب موجودة ) [5] . وقوله



[1] انظر : مجمل اللغة 1 / 220 .
[2] الحديث أخرجه أبو عبيد في غريبه 1 / 85 ، والفائق 1 / 229 ، والنهاية 1 / 327 .
[3] أي : سريعة النبات .
[4] انظر : المجمل 1 / 261 ، والأفعال 1 / 395 .
[5] راجع : جامع بيان العلم وفضله 1 / 57 ، ونهج البلاغة ص 692 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست