responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 142


* ( ص والْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وشِقاقٍ ) * [ ص / 1 - 2 ] ، فإنّه دلّ بقوله :
* ( والْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ) * أنّ القرآن مقرّ للتذكر ، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر ، بل لتعزّزهم ومشاقّتهم ، وعلى هذا : * ( ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا ) * [ ق / 1 - 2 ] ، أي : ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن ، ولكن لجهلهم ، ونبّه بقوله : * ( بَلْ عَجِبُوا ) * على جهلهم ، لأنّ التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه ، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ : * ( ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ) * [ الانفطار / 6 - 9 ] ، كأنه قيل : ليس هاهنا ما يقتضي أن يغرّهم به تعالى ، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه .
- والضرب الثاني من « بل » : هو أن يكون مبيّنا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد « بل » ، نحو قوله تعالى : * ( بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراه بَلْ هُوَ شاعِرٌ ) * [ الأنبياء / 5 ] ، فإنّه نبّه أنهم يقولون : * ( أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراه ) * ، يزيدون على ذلك أنّ الذي أتى به مفترى افتراه ، بل يزيدون فيدّعون أنه كذّاب ، فإنّ الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع ، وعلى هذا قوله تعالى : * ( لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ولا عَنْ ظُهُورِهِمْ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ ) * [ الأنبياء / 39 - 40 ] ، أي : لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه ، وهو أن تأتيهم بغتة ، وجميع ما في القرآن من لفظ « بل » لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دقّ الكلام في بعضه .
< / كلمة = بل > < كلمة = بلد > بلد البَلَد : المكان المحيط المحدود المتأثر باجتماع قطَّانه وإقامتهم فيه ، وجمعه : بِلَاد وبُلْدَان ، قال عزّ وجلّ : * ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) * [ البلد / 1 ] ، قيل : يعني به مكة [1] . قال تعالى :
* ( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ) * [ سبأ / 15 ] ، * ( فَأَنْشَرْنا بِه بَلْدَةً مَيْتاً ) * [ الزخرف / 11 ] ، وقال عزّ وجلّ :
* ( فَسُقْناه إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) * [ الأعراف / 57 ] ، * ( رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً ) * [ البقرة / 126 ] ، يعني : مكة وتخصيص ذلك في أحد الموضعين وتنكيره في الموضع الآخر له موضع غير هذا الكتاب [2] .



[1] وهذا قول ابن عباس فيما أخرجه عنه ابن جرير : 30 / 193 وابن أبي حاتم .
[2] قال الإسكافي : ( قوله تعالى في البقرة : * ( رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً ، وفي سورة إبراهيم : * ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً . قال : الجواب أن يقال : الدعوة الأولى وقعت ولم يكن المكان قد جعل بلدا ، فكأنّه قال : اجعل هذا الوادي بلدا آمنا ، والدعوة الثانية وقعت وقد جعل بلدا ، فكأنه قال : اجعل هذا المكان الذي صيّرته كما أردت ومصرّته كما سألت ذا أمن على من أوى إليه ) . أ . ه مختصرا . راجع درة التنزيل للإسكافي ص 29 ، وفتح الرحمن للأنصاري ص 39 ، وملاك التأويل 1 / 90 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست