responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 62


من خلق ما أحب استوى على العرش . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ( ثم استوى إلى السماء ) يعني صعد أمره إلى السماء فسواهن : يعني خلق سبع سماوات ، قال : أجرى النار على الماء فبخر البحر فصعد في الهواء فجعل السماوات منه . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث أبي هريرة في الصحيح قال " أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر " . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرق عند أهل السنن وغيرهم عن جماعة من الصحابة أحاديث في وصف السماوات ، وأن غلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، وما بين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام ، وأنها سبع سماوات ، وأن الأرض سبع أرضين وكذلك ثبت في وصف السماء آثار عن جماعة من الصحابة . وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور بعض ذلك في تفسير هذه الآية ، وإنما تركنا ذكره ها هنا لكونه غير متعلق بهذه الآية على الخصوص ، بل هو متعلق بما هو أعم منها .
" إذ " من الظروف الموضوعة للتوقيت وهي للمستقبل ، وإذا للماضي ، وقد توضع إحداهما موضع الأخرى .
وقال المبرد : هي مع المستقبل للمضي ومع الماضي للاستقبال . وقال أبو عبيدة : إنها هنا زائدة . وحكاه الزجاج وابن النحاس وقالا : هي ظرف زمان ليست مما يزاد ، وهي هنا في موضع نصب بتقدير أذكر أو بقالوا ، وقيل هو متعلق بخلق لكم ، وليس بظاهر والملائكة جمع ملك بوزن فعل ، قاله ابن كيسان ، وقيل ، جمع ملأك بوزن مفعل قاله أبو عبيدة ، من لأك : إذا أرسل ، والألوكة : الرسالة . قال لبيد :
وغلام أرسلته أمه * بألوك فبذلنا ما سأل وقال عدي بن زيد : أبلغ النعمان عني مألكا * أنه وقال قد حبسي وانتظار ويقال ألكني : أي أرسلني . وقال النضر بن شميل : لا اشتقاق لملك عند العرب ، والهاء في الملائكة تأكيد لتأنيث الجمع ، ومثله الصلادمة ، والصلادم : الخيل الشداد واحدها صلدم - وقيل : هي المبالغة كعلامة ونسابة و ( جاعل ) هنا من جعل المتعدي إلى مفعولين . وذكر المطرزي أنه بمعنى خالق ، وذلك يقتضي أنه متعد إلى مفعول واحد ، والأرض هنا : هي هذه الغبراء ، ولا يختص ذلك بمكان دون مكان - وقيل إنها مكة . والخليفة هنا معناه الخالف لمن كان قبله من الملائكة ، ويجوز أن يكون معنى المخلوف : أي يخلفه غيره ، قيل هو آدم ، وقيل كل من له خلافة في الأرض ، ويقوي الأول قول خليفة دون خلائف ، واستغني بآدم عن ذكر من بعده قيل : خاطب الله الملائكة بهذا الخطاب لا للمشورة ولكن لاستخراج ما عندهم ، وقيل خاطبهم بذلك لأجل أن يصدر منهم ذلك السؤال فيجابون بذلك الجواب ، وقيل لأجل تعليم عباده مشروعية المشاورة لهم . وأما قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) فظاهره أنهم استنكروا استخلاف بني آدم في الأرض لكونهم مظنة للإفساد في الأرض ، وإنما قالوا هذه المقالة قبل أن يتقدم لهم معرفة ببني آدم ، بل قبل وجود آدم فضلا عن ذريته ، لعلم قد علموه من

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست