responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 61


- أنتم أشد خلقا أم السماء بناها - فوصف خلقها ثم قال - بعد ذلك دحاها - فكأن السماء على هذا خلقت قبل الأرض ، وكذلك قوله تعالى - الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض - وقد قيل : إن خلق جرم الأرض متقدم على السماء ودحوها متأخر . وقد ذكر نحو هذا جماعة من أهل العلم ، وهذا جمع جيد لابد من المصير إليه ، ولكن خلق ما في الأرض لا يكون إلا بعد الدحو ، والآية المذكورة هنا دلت على أنه خلق ما في الأرض قبل خلق السماء ، وهذا يقتضي بقاء الإشكال وعدم التخلص عنه بمثل هذا الجمع . وقوله ( سبع سماوات ) فيه التصريح بأن السماوات سبع ، وأما الأرض فلم يأت في ذكر عددها إلا قوله تعالى - ومن الأرض مثلهن - فقيل : أي في العدد ، وقيل : أي في غلظهن وما بينهن . وقال الداودي : إن الأرض سبع ، ولكن لم يفتق بعضها من بعض .
والصحيح أنها سبع كالسماوات . وقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وآله وسلم " من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه الله من سبع أرضين " وهو ثابت من حديث عائشة وسعيد بن زيد . ومعنى قوله تعالى ( سواهن ) سوى سطوحهن بالإملاس ، وقيل : جعلهن سواء . قال الرازي في تفسيره : فإن قيل فهل يدل التنصيص على سبع سماوات : أي فقط ؟ قلنا : الحق أن تخصيص العدد بالذكر لا يدل على نفي الزائد والله أعلم انتهى . وفي هذا إشارة إلى ما ذكره الحكماء من الزيادة على السبع . ونحن نقول : إنه لم يأتنا عن الله ولا عن رسوله إلا السبع فنقتصر على ذلك ولا نعمل بالزيادة إلا إذا جاءت من طريق الشرع ولم يأت شئ من ذلك ، وإنما أثبت لنفسه سبحانه أنه بكل شئ عليم ، لأنه يجب أن يكون عالما بجميع ما ثبت أنه خالقه . وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) قال : سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن آدم وبلغة ومنفعة إلى أجل . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) قال : سخر لكم ما في الأرض جميعا ( ثم استوى إلى السماء ) قال : خلق الأرض قبل السماء ، فلما خلق الأرض ثار منها دخان فذلك قوله ( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ) يقول : خلق سبع سماوات بعضهن فوق بعض ، وسبع أرضين بعضهن فوق بعض . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض ) الآية ، قالوا : إن الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ثم انبس الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها سبع أرضين في يومين الأحد والاثنين ، فخلق الأرض على حوت وهو الذي ذكره في قوله - ن والقلم - والحوت في الماء ، والماء على ظهر صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على صخرة والصخرة في الريح ، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض ، فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض ، فأرسى عليها الجبال فقرت ، فذلك قوله تعالى - وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم - وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها ، وسخرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء وذلك قوله - أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض - إلى قوله وبارك فيها - يقول : أنبت شجرها - وقد فيها أقواتها - يقول : أقوات أهلها - في أربعة أيام سواء للسائلين - يقول :
من سأل فهكذا الأمر ، - ثم استوى إلى السماء وهي دخان - وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات في يومين في الخميس والجمعة ، وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض - وأوحى في كل سماء أمرها - قال : خلق في كل أسماء خلقها من الملائكة والخلق الذي فيها من البحار وجبال البرد ومالا يعلم ، ثم زين السماء الدنيا بالكواكب فجعلها زينة وحفظا من الشياطين ، فلما فرغ

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست