responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 59


في قوله ( وما يضل به إلا الفاسقين ) يقول : يعرفه الكافرون فيكفرون به . وأخرج ابن جرير عن قتادة قال :
فسقوا فأضلهم الله بفسقهم . وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقاص قال :
الحرورية هم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، وكان يسميهم الفاسقين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال : ما نعلم الله أوعد في ذنب ما أوعد في نقض هذا الميثاق ، فمن أعطى عهد الله وميثاقه من ثمرة قلبه فليوف به الله . وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث ثابتة في الصحيح وغيره من طريق جماعة من الصحابة النهي عن نقض العهد والوعيد الشديد عليه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) قال : الرحم والقرابة . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ( ويفسدون في الأرض ) قال : يعملون فيها بالمعصية . وأخرج ابن المنذر عن مقاتل في قوله ( أولئك هم الخاسرون ) يقول : هم أهل النار . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كل شئ نسبه الله إلى غير أهل الإسلام مثل خاسر ومسرف وظالم ومجرم وفاسق فإنما يعني به الكفر ، وما نسبه إلى أهل الإسلام فإنما يعني به الذم .
كيف مبنية على الفتح لخفته وهي في موضع نصب بتكفرون ، ويسأل بها عن الحال ، وهذا الاستفهام هو للإنكار عليهم والتعجيب من حالهم وهي متضمنة لهمزة الاستفهام ، والواو في ( وكنتم ) للحال وقد مقدرة كما قال الزجاج والفراء ، وإنما صح جعل هذا الماضي حالا لأن الحال ليس هو مجرد قوله ( كنتم أمواتا ) بل هو وما بعده إلى قوله ( ترجعون ) كما جزم به صاحب الكشاف كأنه قال : كيف تكفرون ؟ وقصتكم هذه : أي وأنتم عالمون بهذه القصة وبأولها وآخرها . والأموات جمع ميت ، واختلف المفسرون في ترتيب هاتين الموتتين والحياتين - فقيل إن المراد ( كنتم أمواتا ) قبل أن تخلقوا : أي معدومين ، لأنه يجوز إطلاق اسم الموت على المعدوم لاجتماعهما في عدم الإحساس ( فأحياكم ) أي خلقكم ( ثم يميتكم ) عند انقضاء آجالكم ( ثم يحييكم ) يوم القيامة . وقد ذهب إلى هذا جماعة من الصحابة فمن بعدهم . قال ابن عطية : وهذا القول هو المراد بالآية ، وهو الذي لا محبذ للكفار عنه ، وإذا أذعنت نفوس الكفار بكونهم كانوا معدومين ثم أحياء في الدنيا ثم أمواتا فيها لزمهم الإقرار بالحياة الأخرى .
قال غيره : والحياة التي تكون في القبر على هذا التأويل في حكم حياة الدنيا . وقيل : إن المراد كنتم أمواتا في ظهر آدم ثم أخرجكم من ظهره كالذر ، ثم يميتكم موت الدنيا ثم يبعثكم . وقيل ( كنتم أمواتا ) أي نطفا في أصلاب الرجال ( ثم يحييكم ) حياة الدنيا . ( ثم يميتكم ) بعد هذه الحياة ( ثم يحييكم ) في القبور ( ثم يميتكم ) في القبر ( ثم يحييكم ) الحياة التي ليس بعدها موت . قال القرطبي : فعلى هذا التأويل هي ثلاث موتات وثلاث إحياءات وكونهم موتى في ظهر آدم وإخراجهم من ظهره والشهادة عليهم غير كونهم نطفا في أصلاب الرجال ، فعلى هذا يجيء أربع موتات وأربع إحياءات . وقد قيل : إن الله أوجدهم قبل خلق آدم كالبهائم وأمهاتهم فيكون على هذا خمس موتات وخمس إحياءات ، وموتة سادسة للعصاة من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في الحديث " ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم فأماتهم الله إماتة ، حتى إذا كانوا فحما أذن في الشفاعة فجئ بهم ، إلى أن قال : فينبتون نبات الحبة في حميل السيل " وهو في الصحيح من حديث أبي سعيد . وقوله ( ثم إليه ترجعون ) أي إلى الله سبحانه فيجازيكم

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست