responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 58


بعض الخارجين دون بعض . قال الرازي في تفسيره : واختلف أهل القبلة هل هو مؤمن أو كافر ؟ فعند أصحابنا أنه مؤمن ، وعند الخوارج أنه كافر ، وعند المعتزلة لا مؤمن ولا كافر ، واحتج المخالف بقوله تعالى - بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان - وقوله ( إن المنافقين هم الفاسقون ) وقوله - حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان - وهذه المسألة طويلة مذكورة في علم الكلام انتهى . وقوله ( الذين ينقضون ) في محل نصب وصفا للفاسقين . والنقض : إفساد ما أبرم من بناء أو حبل أو عهد ، والنقاضة : ما نقض من حبل الشعر .
والعهد : قيل هو الذي أخذه الله على بني آدم حين استخرجهم من ظهره ، وقيل : هو وصية الله إلى خلقه وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه على ألسن رسله ، ونقضهم ذلك : ترك العمل به ، وقيل : بل هو نصب الأدلة على وحدانيته بالسموات والأرض وسائر مخلوقاته ، ونقضه : ترك النظر فيه ، وقيل : هو ما عهده إلى الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس . والميثاق : العهد المؤكد باليمين مفعال من الوثاقة وهي الشدة في العقد والربط . والجمع المواثيق والمياثيق ، وأنشد ابن الأعرابي :
حمى لا يحل الدهر إلا بإذننا * ولا نسأل الأقوام عهد المياثق واستعمال النقض في إبطال العهد على سبيل الاستعارة . والقطع معروف ، والمصدر في الرحم القطيعة ، وقطعت الحبل قطعا ، وقطعت النهر قطعا . " وما " في قوله ( ما أمر الله به ) في موضع نصب بيقطعون و ( أن يوصل ) في محل نصب بأمر . ويحتمل أن يكون بدلا من ما ، أو من الهاء في به . واختلفوا ما هو الشئ الذي أمر الله بوصله فقيل : الأرحام ، وقيل : أمر أن يوصل القول بالعمل ، وقيل : أمر أن يوصل التصديق بجميع أنبيائه فقطعوه بتصديق بعضهم وتكذيب البعض الآخر ، وقيل : المراد به حفظ شرائعه وحدوده التي أمر في كتبه المنزلة وعلى ألسن رسله بالمحافظة عليا فهي عامة ، وبه قال الجمهور وهو الحق . والمراد بالفساد في الأرض الأفعال والأقوال المخالفة لما أمر الله به ، كعبادة غيره والإضرار بعباده وتغيير ما أمر بحفظه ، وبالجملة فكل ما خالف الصلاح شرعا أو عقلا فهو فساد . والخسران : النقصان ، والخاسر ، هو الذي نقص نفسه من الفلاح والفوز ، وهؤلاء لما استبدلوا النقض بالوفاء والقطع بالوصل كان عملهم فسادا لما نقصوا أنفسهم من الفلاح والربح . وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة قال : لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) وقوله - أو كصيب من السماء - قال المنافقون : الله أعلا وأجل من أن يضرب هذه الأمثال فأنزل الله ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ) الآية . وأخرج الواحدي في تفسيره عن ابن عباس قال : إن الله ذكر آلهة المشركين فقال - وإن يسلبهم الذباب شيئا - وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت ، فقالوا : أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شئ كان يصنع بهذا ؟ فأنزل الله ( إن الله لا يستحي ) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة نحو قول ابن عباس .
وأخرج ابن أبي خاتم عن الحسن قال : لما نزلت - أيها الناس ضرب مثل - قال المشركون : ما هذا من الأمثال فيضرب ؟ فأنزل الله هذه الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) قال : يؤمن به المؤمن ، ويعلمون أنه الحق من ربهم ويهديهم الله به ، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ( يضل به كثيرا ) يعني المنافقين ( ويهدى به كثيرا ) يعني المؤمنين ( وما يضل به إلا الفاسقين ) قال هم المنافقون . وفي قوله ( ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) قال : هو ما عهد إليهم في القرآن فأقروا به ثم كفروا فنقضوه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست