responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 57


بعوضة المفعول الثاني . وقرأ الضحاك وإبراهيم بن أبي عبلة ورؤية بن العجاج " بعوضة " بالرفع وهي لغة تميم . قال أبو الفتح : وجه ذلك أن " ما " اسم بمنزلة الذي ، وبعوضة رفع على إضمار المبتدأ ، ويحتمل أن تكون " ما " استفهامية كأنه قال تعالى ( ما بعوضة فما فوقها ) حتى لا يضرب المثل به ، بل يدان لمثل بما هو أقل من ذلك بكثير ، والبعوضة فعولة من بعض : إذا قطع ، يقال : بعض وبضع بمعنى ، والبعوض : البق ، الواحدة بعوضة ، سميت بذلك لصغرها قاله الجوهري وغيره . وقوله ( فما فوقها ) قال الكسائي وأبو عبيدة وغيرهما : فما فوقها والله أعلم ما دونها : أي أنها فوقها في الصغر كجناحها . قال الكسائي وهذا كقولك في الكلام أتراه قصيرا فيقول القائل أو فوق ذلك أي أقصر مما ترى . ويمكن أن يراد فما زاد عليها في الكبر . وقد قال بذلك جماعة . قوله ( فأما الذين آمنوا ) أما حرف فيه معنى الشرط ، وقدره سيبويه بمهما يكن من شئ فكذا . وذكر صاحب الكشاف أن فائدته في الكلام أنه يعطيه فضل توكيد وجعل تقدير سيبويه دليلا على ذلك . والضمير في ( أنه ) راجع إلى المثل . و ( الحق ) الثابت ، وهو المقابل للباطل والحق واحد الحقوق ، والمراد هنا الأول . وقد اختلف النحاة في ( ماذا ) فقيل : هي بمنزلة اسم واحد بمعنى : أي شئ أراد الله ، فتكون في موضع نصب بأراد . قال ابن كيسان : وهو الجيد . وقيل " ما " اسم تام في موضع رفع بالابتداء ، و " ذا " بمعنى الذي ، وهو خبر المبتدأ مع صلته ، وجوابه يكون على الأول منصوبا وعلى الثاني مرفوعا . والإرادة نقيض الكراهة ، وقد اتفق المسلمون على أنه يجوز إطلاق هذا اللفظ على الله سبحانه ، و ( مثلا ) قال ثعلب : منصوب على القطع ، والتقدير : أراد مثلا . وقال ابن كيسان : هو منصوب على التمييز الذي وقع موقع الحال ، وهذا أقوى من الأول . وقوله ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) هو كالتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بأما ، فهو خبر من الله سبحانه . وقيل : هو حكاية لقول الكافرين كأنهم قالوا : ما مراد الله بهذا المثل الذي يفرق به الناس إلى ضلالة وإلى هدى ؟ وليس هذا بصحيح ، فإن الكافرين لا يقرون بأن في القرآن شيئا من الهداية ، ولا يعترفون على أنفسهم بشئ من الضلالة . قال القرطبي : ولا خلاف أن قوله ( وما يضل به إلا الفاسقين ) من كلام الله سبحانه . وقد أطال المتكلمون الخصام في تفسير الضلال المذكور هنا وفي نسبته إلى الله سبحانه . وقد نقح البحث الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب في هذا الموضع تنقيحا نفيسا ، وجوده وطوله وأوضح فروعه وأصوله ، فليرجع إليه فإنه مفيد جدا . وأما صاحب الكشاف فقد اعتمد ها هنا على عصاه التي يتوكأ عليها في تفسيره ، فجعل إسناد الإضلال إلى الله سبحانه بكونه سببا ، فهو من الإسناد المجازي إلى ملابس للفاعل الحقيقي .
وحكى القرطبي عن أهل الحق من المفسرين أن المراد بقوله ( يضل ) يخذل . والفسق : الخروج عن الشئ ، يقال فسقت الرطبة : إذا خرجت عن قشرها . والفأرة من جحرها ذكر معنى هذا الفراء . وقد استشهد أبو بكر بن الأنباري في كتاب الزاهر له على معنى الفسق بقول رؤبة بن العجاج :
يهوين في نجد وغورا غائرا * فواسقا عن قصدها جوائر قد زعم ابن الأعرابي أنه لم يسمع قط في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسق ، وهذا مردود عليه ، فقد حكى ذلك عن العرب وأنه من كلامهم جماعة من أئمة اللغة كابن فارس والجوهري وابن الأنباري وغيرهم . وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " خمس فواسق " الحديث . وقال في الكشاف : الفسق الخروج عن القصد ، ثم ذكر عجز بيت رؤبة المذكور ، ثم قال : والفاسق في الشريعة : الخارج عن أمر الله بارتكاب الكبيرة انتهى . وقال القرطبي : والفسق في عرف الاستعمال الشرعي : الخروج من طاعة الله عز وجل ، فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان انتهى . وهذا هو أنسب بالمعنى اللغوي ، ولا وجه لقصره على

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست